العوامل المؤثرة في تعليم اليابان

0

العوامل المؤثرة في تعليم اليابان :

1.   العامل الجغرافي :
  الموقع الجغرافي لأي دوله يعد عاملاً مؤثراً بالتأكيد في التعليم لتلك الدولة ، فمثلاً وقت شروق الشمس يختلف من دولة إلى دولة بل ربما في ذات الدولة نسبة للموقع الجغرافي ، فالدولة الواقعة شرق خط جرينتش بالتأكيد سيبدأ يومهم الدراسي خلافاً للدولة الواقعه غرب خط جرينتش ، بل الدول التي تقع في شرق خط جرينتش  تختلف فيما بينها .
  فاليوم الدراسي في اليابان يبدأ الساعة 8 صباحاً بينما يبدأ لدينا في الساعة 6 صباحاً ، و يعزى ذلك للموقع الجغرافي .
تسمى اليابان أرض التناقضات ، فقد تجد فصل الربيع على جزيرة أوكينا جنوب اليابان بينما تجد فصل الشتاء في جزيرة هوكايد شمال اليابان في الوقت نفسه ؛ وذلك بسبب طول امتداد اليابان ،فقد بلغت عدد الجزر في اليابان 40.000 جزيرة (فيليبس،(2007م /2010م)، ص 7)
لذا نجد تحت مجلس الولاية في التعليم الياباني مجالس محلية ، يقرر كل مجلس محلي إذا كانت الاجواء تساعد على الدراسة ، كما تعطى تلك الحرية أيضاً لمدير المدرسة ، فلا نغفل أن النظام التعليم في اليابان مركزي و اللامركزي في ذات الوقت ، وإن غلب علية المركزية .
و بنظر إلى نظام التعليم في المملكة العربية السعودية تبلغ المركزيه لديه درجه عاليه ، و إن بدأ تقل تلك المركزية و إن كان ليس بالشكل المطلوب ، حيث أعطيا مدراء المدارس في عام 1433ه الحرية في تقرير امكانية اتمام اليوم الدراسي أو لا .
ما تختلف عنه المملكة العربية السعودية عن اليابان أن المملكة تعاني من الاجواء الصحراوية الجافة بينما تعاني اليابان من الاجواء الباردة المثلجة و الامطار الغزيرة وإن اشتركت السعودية معها في كثرة الامطار.
ففي بداية سنة 1435ه نجد كثرة الإمطار و الصواعق في السعودية مما أعاق الدراسة و تسبب في تعطيل العملية التعليمية ، ويرجع ذلك لعامل آخر و هو سوء تصريف المياه .
كما نجد اليابان كثرة الزلازل التي تعيق الدراسة في جميع البلدان ولكن في اليابان المتعلم يحضر للمدرسة في اليوم التالي ، ويستدرك الوضع بوضع الطلاب في الساحات الرياضية أو الخارجية و يفصل بين الفصول بستائر أو عوازل خشبية .
فاليابان تحسن التعامل مع الازمات بشكل يفوق جميع الدول الاخرى .
2.   العامل الاقتصادي :
للعامل الاقتصادي الأثر على التعليم ، فانتشار التجارة و التخصصات الحرفية في عصر ميجي أدى إلى انتشار التعليم ، فلا ننسى كيف انفتحت الدولة في عصر منجي (بكر،1999م ، ص76)
ما يتضح أثر الاقتصاد على التعليم بشكلاٍ جلي في تنوع انماط التعليم خصوصاً  الثانوي ، بحيث هناك تعليم ثانوي عام و تعليم ثانوي فني ، فاليابان تعتمد على الاقتصاد مما ساعد على إصلاح التعليم ؛ لتزويد الطلاب بالمعرفة الشاملة ، فذلك بالتأكيد سيحرز التقدم العلمي و التكنولوجي ، فالتعليم هو من سيعد ما يحتاجه سوق العمل  .( الأنصاري ، 1987م ، ص 44)
فاليابان تنظر إلى التعليم كإدارة استثمارية للبشر ، وانطلقاً من تلك النظرة وجه اليابانيين التعليم وجه اقتصادية .
فالمدارس اليابانيه تتمتع بإدارة الذاتيه بسبب تعدد مصادر التمويل ، فالتمويل مؤشر على قوة الاقتصاد الياباني ، و توفير الإنفاق اللازم على التعليم .(العاصي ، 1987م ، ص 92 )

3.   العامل الاجتماعي :
يعود نجاح النظام التعليمي في اليابان بشكل كبير إلى العامل الاجتماعي ، فالمجتمع ينظر إلى التلميذ انه يزاول مهنة ، وهي انهُ تلميذ ،وكذلك يعود نجاح النظام التعليمي بسبب نظرتهم إلى ان النجاح أو الاخفاق لا يكون من الاسباب الفطريه فالمعلمين ينظرون للمتعلمين أنهم متساوون ، وإن كان هناك ايمان منهم في وجود فروق ، ولكن يتغلبون على ذلك بالنهوض بالمتعلمين من خلال بعضهم البعض ( بوشامب ،1999م)
فقد ذكر (روبرت هس ) احد رواد تعليم الرياضيات في اليابان " الأداء الضعيف في الرياضيات باليابان بسبب عدم بذل المجهود المناسب من قبل المتعلمين " ( بوشامب ،1999م، ص 49)
كما ظهرت تأثيرات المجتمع الياباني على التعليم حيث ينظر المجتمع إلى التربيه على انها سبيل إلى التقدم و الترابط و تعزيز مكانة الدولة ، و النمو على المستوى الشخصي و تأهيل القيم الاجتماعية و الاخلاقية فكان التعليم يحاول تحقيق أهداف المجتمع ، مثل تعميق الهوية الوطنية ، و صياغة المواطن الصالح و جعل الثقافة موحدة أو قليلة التنوع ، بحيث يحقق التوافق الاجتماعي .
كما يعتبر التعليم هو موجه و محدد للآمة اليابانيه عبر المناهج التي يضعها التعليم ، كما وضع سلم تعليمي واحد لتحقيق التوافق الاجتماعي و السياسي ، فالمنهج أو التعليم بشكل مجمل هو من سيوجد ثقافة قومية موحدة ، وهذا ما سعت اليابان إلى تحقيقه عبر توحيد المناهج ، و جعل النظام التعليمي مركزي ليضمن عدم الطبقيه في المجتمع .
( هوايت ، 1991م، ص 23، 108)
ويبرز قوة تأثير العامل الاجتماعي أن ادارة المدرسة تشرك أولياء الامور في المجلس مع المعلمين لتحديد الاغراض التربويه والتخطيط و المشاركة في صنع قرارات المدرسة ، و حضور الاجتماعات ، وهذا ما يطالب به مخططين المناهج من إشراك اولياء الامور في جميع خطوات العملية التعليمية .( بكر،1999م ، ص 76)


4.   العامل السياسي :
للعامل السياسي اثر كبير على التعليم في اليابان ؛ و السبب في ذلك أن الحكومة المركزية تشرف إشرافاً مباشراً على التعليم ، رغم المحاولات بجعل النظام التعليمي أكثر ديمقراطية ، فوزارة التربية مسئولة عن المناهج وعن توزيع الموارد التربويه على أنحاء البلاد ، و الإشراف على العمليه التعليمية و المحافظة على ما هو موجود ، وكذلك إصدار التشريعات التعليمية ، و اقتراح و توجيه البحوث التربوية ، فدرجة الضبط هذه جزء من النظام القومي لليابان .
(هوايت ، 1991م ، ص 287 ؛ مكتب التربية العربي لدول الخليج ،2000م ، ص27)
وآثر العامل السياسي انعكس أيضاً على مد فترة الالزامية عن طريق السلم التعليمي  ، و تنوع أنماط التعليم الثانوي .
إن توفير مناخ ديمقراطي متقبل للفكر الجديد و المتغير من خلال سياسة متفاعلة مراعية لاحتياجات المجتمع ؛ أدى إلى ظهور نمط التكامل بين التعليم الثانوي العام و الفني . (كنغ ، 1989م، ص547)
وتظهر إيجابية العامل السياسي بدفع المواطنين للمشاركة في نهوض الدوله لتظهر بمظهر الديمقراطية ، و أيضاً  تظهر تلك الديمقراطية في اعطاء المتعلمين حرية اختيار ما يريدون الالتحاق به من أنواع التعليم (العاصي ، 1991م، ص114)

المراجع :

الانصاري ، محمد جابر (1987م) جذور التربية اليابانية وخصائصها المميزة. مجلة رسالة الخليج العربي . العدد (21) السنة (7). الرياض : مكتب التربية العربي لدول الخليج .
بكر، عبد الجواد (1999م) . نظم التعليم و الشخصية القومية في اندونيسيا و اليابان. القاهرة :مكتبة زهراء الشرق.
بوشامب ، إدورد . (1997م) . التربية في اليابان المعاصرة .(ترجمة محمد مرسي) القاهرة: مطابع الأهرام .
بوشامب ، إدورد . (1999م) . التربية في اليابان المعاصرة .(ترجمة محمد طه علي) الرياض: دار المعرفة للتنمية البشرية .
العاصي ، ثناء. (1987م) . دراسة تحليلية لنظام التعليم في اليابان . مجلة دراسات تربوية . المجلد الثاني . الجزء الثامن ، عالم الكتب . القاهرة.
العاصي ، ثناء .(1991م) . " بعض أشكال التجديد في التعليم الثانوي في اطار مفهوم التعليم الثانوي المستمر" . دراسة مقدمة إلى المؤتمر العلمي السادس حول التعليم الثانوي بين الحاضر و المستقبل .(6-8) يوليو . رابطة التربية الحديثة . القاهرة .
فيليبس، تشارلز (2010م) . اليابان .(ترجمة احمد بكر عبد الفتاح ) الجيزة :دار نهضة مصر (العمل الاصلي نشر في عام 2007م).
كنغ، أدموند (1989م) . التربية المقارنة- منطلقات نظرية ودراسات تطبيقية- ط5. (ترجمة ملكة أبيض) . دمشق
هوايت،ميري (1991م). التربية و التحدي - التجربة اليابانية- (ترجمة كوثر كوجك ، سعد مرسي أحمد ) . القاهرة: عالم الكتب.



0 التعليقات: