العوامل المؤثرة في تعليم الولايات المتحدة الامريكية

2


العوامل المؤثرة في تعليم الولايات المتحدة الامريكية

"لقد مرت النظم التعليمية التربوية بمراحل مختلفة كانت في فترات معينة الولايات المتحدة في مرحلة العصر الذهبي وفي فترات أخرى كادت أن تفقد مكانتها بين العالم , وهذا يعود الى التنوع الهائل في جنسيات مجتمعها وبسبب خوضها لحروب وصراعات مريرة حتى استطاعت في النهاية من صهر مواطنيها في بوتقة شعب واحد لكي يحقق أهم أهدافها وهو تحقيق مستوى عالي من كل المسؤوليات" ( بحري و قطيشات ,2009م,ص 333)
من أبرز العوامل التي أثرت على نظام التعليم الامريكي حتى وصل الى ما وصل اليه مايلي :

1.   العوامل الجغرافية :
أ- الموقع
"تقع الولايات المتحدة في النصف الجنوبي من امريكا الشمالية و يحدها من الشمل كندا و من الجنوب المكسيك و من الشرق المحيط الاطلسي و من الغرب المحيط الهادي , يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية وفقاً لإحصائيات 2008م حوالي 303.580.000 نسمة و هي ثالث دول العالم من حيث عدد السكان بعد الصين و الهند و رابع دولة من حيث المساحة بعد روسيا وكندا و الصين فتبلغ مساحتها 9.629.091 و تضم خمسين ولاية واللغة الرسمية هي اللغة الانجليزية كما ان الاسبانية تستعمل في مدن كثيرة" ( الداود , 2008 م,ص 17)
ب - المناخ :
يتنوع المناخ في الولايات المتحدة الأمريكية اكثر من غيرها من الدول الاخرى و ذلك بسبب مساحتها الشاسعة و امتلاكها لمواقع ساحلية و برية و بحرية متنوعة يلطف المحيط الهادي درجة حرارة الساحل الغربي و يمتاز الجزء الشمالي الغربي بصيف معتدل و شتاء بارد و امطار غزيرة اما ساحل كاليفورنيا فيمتاز بصيف دافئ جاف وفي بقية العام مناخ معتدل ممطر في بعض الاحيان والجزء الجنوبي الغربي الداخلي مناطق صحراوية و شبه صحراوية شديدة الحرارة في الصيف وفي الجزء الشمالي الغربي من المناطق الداخلية جاف في معظم الاحيان صيفه دافئ و شتاؤه بارد اما الاجزاء الشمالية و الوسطى من المناطق الشرقية ذات امطار متوسطة و تمتاز بصيف دافئ و شتاء بارد ونظراً لكبر المساحة التي تقع عليها الولايات المتحدة الأمريكية يصل فارق التوقيت من شرق امريكا الى غربها الى ثلاث ساعات ( الداود , 2008 م,ص 27)

2.     العوامل الاجتماعية :
- بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لصالح الامريكان عام 1946م ساد الشعور لدى الشعب الامريكي بضرورة القيام بأعمال ملحة يتطلبها المجتمع وبالحاجة الى إنجاب الاطفال وتكوين الاسر وهذا يفرض الاهتمام بالتعليم والاستعداد لاستيعاب النمو في زيادة التلاميذ في السنوات اللاحقة .
- اعلان المحكمة العليا عام 1960م أن التفرقة الاجتماعية لا تتفق مع تكافؤ الفرص كان ذلك فيما يخص الزنوج وبالتالي مساواتهم مع باقي الامريكان أدى ذلك الى تطوير نظام تعليمهم ومدارسهم مما أدى الى تطوير التعليم بشكل عام وتوسعه.
- الهجرة المستمرة الى الولايات المتحدة الامريكية تفرض زيادة عدد المدارس لاستيعاب المهاجرين حيث بلغت نسبة الأقليات في عام 1992م (21%) من الشعب الامريكي.
- اعلان عقد التسعينات عقدا للطفولة وعقدا للتنمية الثقافية . جعل الولايات المتحدة تهتم بالطفل من خلال مناهجها وتراعي ميوله وحاجاته لتحقيق تعليما أفضل كما تهتم بالجانب الثقافي.
- اعلان بدء التحالف الدولي من أجل ( التربية للجميع). ( فرج , 2005م,ص 363)
" والدين لا يؤدي دوراً ظاهراً في الولايات المتحدة كما يؤدي في دول كثيرة فليس هناك دين معين مدعوم من الحكومة او كنيسة خاصة للدولة فالحكومة مؤسسة على مبدأ الفصل بين الدين و الدولة و هذا ما يؤمن به الامريكيون" ( الداود , 2008 م ,ص 27)  
و الدستور الامريكي يفصل الدولة عن الدين فانه لا يمكن ان يقوم في المدارس العامة الامريكية اي نشاط ديني صريح يرتبط بأي كنيسة من الكنائس و لكن يتم التطرق الى شرح معنى الدين بصوره عامه في الدراسات التاريخية و دراسة الادب و يبلغ عدد الطلاب الملتحقين في المدارس الحكومية في الولايات 87% من الطلاب الامريكيين كما يسمح للكنائس بان تفتح مدارس خاصة تسمى المدارس الطائفية من هذه المدارس تلك التي تديرها الكنيسة الكاثوليكية لان الدين مسئولية خاصة و ليست من مسئوليات الدولة في امريكا فان القطاع الخاص هو الذي يساند التربية الدينية. .( تشونسي , 1962م , ص 30)
3.    العوامل الاقتصادية :
- زيادة ميزانية التعليم في الفترة من عام 1910- 1930م ليتضاعف أربع مرات وتقفز من 246 مليون دولار لتصل 23بليون دولار تكون من ابرز الفترات في التاريخ الامريكي التي أثرت على التعليم وأدت الى انتشاره واتساع رقعته.
- فترة الكساد الاقتصادي التي لحقت التطور السابق الذكر وما أعقبه من انتعاش بطيء حيث وصل الأمر الى أن يصبح 28% من السكان بدون دخل اطلاقا وكانت شيكاغو مدانة لمعلميها بمبلغ 20 مليون دولار مما أثر على تقليص التعليم في تلك الفترة واغلاق بعض المدارس .
- تحول الولايات المتحدة من مجتمع صناعي الى مجتمع معلوماتي يتطلب اهتماما بالتعليم لتحقيق ذلك :
* ففي عام 1950م كان 55% من العمال الأمريكان يعملون في اعمال صناعية شاقة.
* بينما في عام 1984م لم يبق إلا 24% فقط.
* وفي عام 1986م تم تصنيف 56% من الوظائف في قطاع الخدمات والصناعة والزراعة على أنها وظائف معلوماتية.
* قمة رؤساء دول السوق الاوروبية المشتركة عام 1986م( قمة يوربيكا ) لبحث وسائل النهوض بالتعليم من أجل الاقتصاد جعل الولايات المتحدة الامريكية تعيد النظر في نظامها التعليمي لتعزيز الجانب الاقتصادي بشكل أكبر. ( بحري وآخرون , 2009م ,ص 347)
وقد بلغت نسبه نفقات التعليم في ميزانية 2012 في الولايات المتحدة الامريكية 5.5% من ميزانية الدولة
والبالغ عددها 77400000000$  ( الموقع الرسمي للبيت الأبيض , تقرير ميزانية 2012 ,    (http://www.whitehouse.gov/ 
 كما انه قد بلغت نسبه نفقات التعليم في ميزانية 2013 في الولايات المتحدة الامريكية الى ما يقرب 15% من ميزانية   ( الموقع الرسمي للبيت الأبيض , تقرير ميزانية 2013 ,69800000000 $ الدولة والبالغ عددها
    (http://www.whitehouse.gov/ 
وذكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب القاه تم ترجمته من قبل فريق العمل يفيد بأنه في عام 2014 لن يقتطع اي جزء من ميزانية التعليم بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الولايات في هذه الفترة بسبب انخفاض الدولار لان ما سيتم انفاقه سوف يعود بالمنفعة الى المجتمع الامريكي ولن تكون هذه الازمة الاقتصادية على حساب ميزانية التعليم.

4.    العوامل السياسية:
- اطلاق الروس لصاروخ الفضاء (سبوتنك) عام 1957هـ جعل الكونجرس الامريكي سنة 1958م يصدر قانون الامن القومي للتعليم الذي ينص على تقديم ربع بليون دولار سنويا لتحسين التعليم في مجالات التي تعتبر حيوية للأمن القومي واكتشاف الفضاء والاهتمام بتعليم العلوم واللغات الاجنبية ولاسيما الروسية .
- صدور تقرير رئاسي في الولايات المتحدة عام 1983م بعنوان ( أمة في خطر ) يحذر من عدم صلاحية نظام التعليم الامريكي لاعداد المواطن للقرن الحادي والعشرين ويعتبر هذا التقرير أهم وثيقة عن التعليم في الولايات المتحدة الامريكية خلال العقود الماضية حيث:
- أشار هذا التقرير الى نقاط الضعف في التعليم الامريكي سواء فيما يتعلق بنوعيته وفاعليته او جدواه .
- طالب بزيادة الاهتمام بالرياضيات والعلوم واللغة الانجليزية و اطالة اليوم الدراسي . ( الأحمدي و الرحيلي, 2012م ,ص 462)
وقد ترتب على هذا التقرير اتخاذ خطوات عملية للإصلاح التعليمي تجسدت في موجتين رئيسيتين:
- الأولى (1983م- 1986م): وقد استدنت على تصور أن مشكلات الأمة الامريكية في التعليم ترجع بالدرجة الاولى الى انخفاض المستويات الاكاديمية للطلاب وتدني نوعية التدريس.
- الثانية (1986م- 1988م): وقد شهدت حلول لتلك المشكلات التي تم تحديدها خلال الفترة الاولى فلم يأتي عام 1988م إلا وهناك 44 ولاية بها نظام امتحان الكفاءة المهنية للترخيص للمعلم بالعمل كما تم زيادة رفع متوسط مرتب المعلم من 7423 دولار في العام الى 26551 دولار في العام.
- انهيار الشيوعية وانتهاء الحرب الباردة وسرعة تزايد حجم المعلومات والمعارف وتنامي الانفتاح العالمي بفضل تطور الاتصالات والمواصلات كل ذلك ولد حتمية تطوير التعليم وتحديثه ليواكب العصر.
- قيادة الولايات المتحدة الامريكية للتحالف الدولي لتحرير الكويت في عاصفة الصحراء 1991م يحتم عليها قيادة النظام التربوي مما أدى الى الربط في وثيقة الولايات المتحدة الامريكية عام 2000م : استراتيجية للتربية , بين قيادة الولايات المتحدة الامريكية للتحالف العسكري في عاصفة الصحراء وضرورة قيادتها للنظام التربوي ويتضح ذلك من خلال القاء الرئيس بوش في غضون شهر واحد (مارس/ابريل 1991م) خطابين هامين للشعب الامريكي الاول أعلن فيه انتهاء حرب تحرير الكويت بقيادة الولايات المتحدة الامريكية الثاني أعلن فيه – وثيقة الولايات المتحدة الامريكية عام 2000م استراتيجية للتربية – وحتمية قيادة الولايات المتحدة الامريكي للنظام التربوي . كما جاءت وثيقة الولايات المتحدة الامريكية عام 2000م , استراتيجية للتربية والتي صدرت عام 1991م  ردا عمليا على تقرير (أمة في خطر) بعد صدوره بثمان سنوات وهي وثيقة تفصيلية ترسم الطريقة لحلول بعيدة المدى والتي أكدت على دور التعليم في تكوين الدولة ( الأحمدي و الرحيلي, 2012م,ص 463)


هناك تعليقان (2):

  1. شكرا لكم على هذه المقالة الرائعة وانا اتابع دائما مقالات التعليم من خلالكم
    لأنها مختصرة ومفيدة وأتمنى لكم دائما مزيد من التفوق والنجاح
    قصة قصيرة بالانجليزي

    ردحذف
  2. شكرا لكم على هذه المقالة الرائعة وانا اتابع دائما مقالات التعليم من خلالكم
    لأنها مختصرة ومفيدة وأتمنى لكم دائما مزيد من التفوق والنجاح
    قصة بالانجليزي

    ردحذف