الأبعاد الإجتماعية والأثار التربوية للعمل التطوعي

0

الأبعاد الإجتماعية والأثار التربوية للعمل التطوعي

ورد في ندوة العمل التطوعي التي  تناقش الأبعاد والآثار والتمويل وتستعرض تجارب ناجحة
بجامعة ام القرى  مايلي:

الإبعاد الاجتماعية للعمل التطوعي

 أوضحت خلالها الدكتورة ايمان شومان بأن العمل الاجتماعي التطوعي يُعد من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي، مشيرةً إلى أن العمل التطوعي يكتسب أهمية متزايدة يوماً بعد يوم، فالحكومات سواء في البلدان المتقدمة أو النامية لم تعد قادرة على سد احتياجات أفرادها ومجتمعاتها بمفردها.
والعمل التطوعي يشير إلى أنشطة يقضى فيها الفرد جزءاً من وقته دون تقاضى أجر من أجل تقديم المنفعة للآخرين، كما يتضح مفهوم التماسك الاجتماعي على أنه مجموعة من القيم المشتركة اتفق عليها أعضاء في نفس الجماعة المحلية لتحقيق هدف مشترك، كما يرتبط مفهوم التطوع بمجموعة من الأبعاد الاجتماعية التي توضح عمل التنظيمات التطوعية كمصدر لخلق رأس المال الاجتماعي وتحقيق التماسك الاجتماعي، كما يشير إلى الأبعاد الاقتصادية للتطوع التي تتمثل في مصادر التمويل المختلفة للتنظيمات التطوعية، بينما تتمثل الأبعاد السياسية للتطوع في مشاركة الأفراد في الحياة السياسية والأنشطة المدنية والعملية الانتخابية وغيرها من الأنشطة المدنية والسياسية، أما الأبعاد الدينية للتطوع فتشير إلى مدى انخراط الأفراد والجماعات الدينية في الأنشطة التطوعية بدافع ديني.

وبينت بأن التطوع يلعب دوراً رئيسياً في بناء مجتمع متماسك ومترابط من خلال شبكة العلاقات الاجتماعية التي تكونها التنظيمات التطوعية التي تعد مصدرا رئيسيا من مصادر خلق رأس المال الاجتماعي داخل المجتمع، مؤكدةً بأن المجتمع السعودي تميز باهتمامه بقضايا التطوع والمتطوعين، وتعبر الهيئات المختلفة المنتشرة في المملكة العربية السعودية عن هذا الاهتمام، كما يعبر انتشار ونشاط المؤتمرات والندوات المتتالية في الجامعات عن قوة هذا الاهتمام.

وأوضحت بأن مستقبل العمل التطوعي يتوقف على ما يحيط به من تغييرات محلية وقومية وإقليمية وعالمية، كما يتوقف أيضاً على تأثير بعض الظواهر التي ظهرت حديثا وعلى رأسها ظاهرة العولمة بما لها من عواقب ملموسة في كافة مناحي الحياة.

وأوصت في ختام مشاركتها باعتبار العمل التطوعي جزءا من خطط وبرامج السياسة الاجتماعية لأي مجتمع لما له من أهمية في البرامج التنموية المثمرة لأي مجتمع، فضلاً عن إجراء العديد من البحوث والدراسات في مجال العمل التطوعي ورصد الإمكانات البشرية والمادية اللازمة للكشف عن معوقات العمل التطوعي وأن تضم البرامج الدراسية في مختلف المؤسسات التعليمية مفاهيم العمل التطوعي وتأثيراته الإيجابية على إحياء قيم الانتماء والمواطنة، إلى جانب بث الوعي الاجتماعي بقضية التطوع والأبعاد المؤثرة عليه في المجتمع من خلال تنشيط دور وسائل الإعلام وعمل حملات توعية وندوات وملصقات وورش عمل في المدارس والجامعات والهيئات الحكومية وتفعيل دور المجتمع المدني في تدعيم الأنشطة التطوعية، وبث قيم الولاء والانتماء والمسئولية الجماعية والتماسك بين الشباب.

الآثار التربوية للعمل التطوعي

ثم استعرض الدكتور حمود جابر الحارثي اثر العمل التطوعي التربوية على المتطوع نفسه من خلال زيادة الإيمان وحصول محبة الله، وتعزيز صفة التواضع وكسر حاجز الكبر و الغرور في النفس، مبيناً بأن العمل التطوعي يورث للمتطوع تفريج الكربات وإزالة الهموم والغموم والضيق والخوف.
وأوضح بأن العمل التطوعي يساهم في تنمية مبدأ الاعتزاز بمبادئ الإسلام ومعرفة واقع المجتمع أخلاقياً واجتماعياً واقتصادياً .كما استعرض آثار العمل التطوعي التربوية على المجتمع مبيناً بأن العمل التطوعي ينمي لدى الإنسان الشعور الاجتماعي والقدرة على التفاعل والتواصل مع الآخرين، ويحد من الميل إلى الوحدة والفردية والعزلة وما يترتب عليها من أضرار على المجتمع، وأكد بأن العمل التطوعي يساهم في جعل المجتمع أكثر أمناً و اطمئناناً وثقة بأبنائه فضلاً عن أن الأعمال التطوعية تقضي على الشعور باليأس والإحباط لدى المجتمع كما تساهم تساهم في تحقيق الأمن الاجتماعي وما يترتب عليه من رقي مدني، وتحسين المستوى الاقتصادي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من أبناء المجتمع في مجالات الحياة المختلفة.

وبيّن بأن الأعمال التطوعية فرصة لتعلم مهارات جديدة، أو تحسين وتطوير ما هو متوافر من مهارات، فهو بمثابة مدرسة تدريبية اجتماعية يُكتشف من خلالها المواهب و القدرات لدى الأفراد، بما يؤهلهم ليكونوا سواعد صالحة في المجتمع، كما أن العمل التطوعي ينمي حس الانتماء الوطني الفطري لدى المجتمع من خلال شعور المجتمع بالترابط والتراحم والتواصل وما يترتب عليه من تآلف بين أفراد المجتمع.

وتوصل الباحث إلى عدت نتائج من أبرزها بأن العمل التطوعي لم يكن بدعاً في المجتمع المسلم المعاصر وإنما هو قديم قِدم الإسلام دعا إليه منذ بزوغ فجره، وأن العمل التطوعي يعتبر وسيلة تربوية عملية ينبغي على المؤسسات التربوية والإصلاحية تفعيلها والاستفادة منها، كما أن العمل التطوعي يُعد من أهم وسائل اكتشاف الواقع الاجتماعي الحقيقي للمجتمع وهو ما ينبغي أن تهتم به المؤسسات المجتمعية الرسمية والتطوعية.

وأوصى الباحث بالعمل على نشر ثقافة العمل التطوعي بإدخالها في مناهج التعليم العام، ومفردات بعض المقررات الجامعية، وفي قضايا البحث العلمي بمؤسسات التعليم العالي، وتدريب وممارسة عملية للطلاب على العمل التطوعي، ودعوة الجامعات وأساتذتها كل حسب تخصصه لدراسة العمل التطوعي من كل النواحي الدينية والتربوية والنفسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، ونحوها، وتوجيه السلوكيات للعمل التطوعي وتنميته والتعرف على القدرات البشرية التطوعية وتنميتها وتكوين اتحاد إسلامي أو عربي على مستوى العالم الإسلامي أو العربي للتنسيق بين الجهات المتخصصة بالعمل التطوعي الفردية والجماعية من أجل تحقيق أفضل النتائج بأيسر الطرق والأساليب، وتلافياً للازدواجية أو تكرار للجهود، ويكون ذلك من خلال منظمة التعاون الإسلامي بجدة، أو جامعة الدول العربية بالقاهرة، وإنشاء جمعيات ومؤسسات وأندية خاصة بالعمل التطوعي، حتى تشرف على تدريب المتطوعين، وتوزيع المهام عليهم، وتنظم طاقاتهم، وتفعيل مؤسسات الإعلام الخيري من خلال إيجاد قناة فضائية متخصصة بالعمل التطوعي، وكذلك مجلات وصحف متخصصة في هذا المجال، وفي الأعمال الإعلامية بالقدر الذي يؤكد فعاليتها في حب الخير للآخرين إلى جانب إنشاء كراسي علمية في الجامعات متخصصة في العمل التطوعي لإجراء المزيد من الدراسات والبحوث العلمية المتعلقة بالعمل التطوعي وتطويره سواء أكان على مستوى الفرد أو الجماعة وإنشاء جائزة مالية سنوية خاصة للفائزين من الأفراد في كتابة الدراسات والبحوث المتصلة بالعمل التطوعي في مواضيع محددة، وكذلك للفائزين من المؤسسات المهتمة بالعمل التطوعي إلى جانب تأسيس مواقع إلكترونية على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، متخصصة في العمل التطوعي وما يتصل به.




0 التعليقات: