تكافؤ فرص التعليم

0
... تكافؤ فرص التعليم ...





                يمثل التعليم الركيزة الأولى لرقي المجتمعات وتطورها، فهو قاعدة التنمية البشرية وتهدف إلى بناء شخصية الفرد وتكوين قدراته ومهاراته، فالتعليم يحول الطاقة البشرية العاطلة غير الماهرة إلى قوة منتجة من خلال غرس المهارات اللازمة لتهيئة هذه الطاقات لسوق العمل، لذا هناك توجه لتكافؤ فرص التعليم، فمبدأ تكافؤ الفرص يسعى إلى إزالة الحواجز الاجتماعية والطبقية في مجال التربية والتعليم وذلك من خلال تعميم التعليم وإلزاميته ومجانيته، وإعطاء فرص متساوية في التربية والتكوين لكافة أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن أصولهم الاجتماعية والاقتصادية والإقليمية.

ما المقصود إذن بمبدأ تكافؤ الفرص ؟
يقصد به: توفير الشروط المتساوية والموحدة بين كافة أفراد الوطن الواحد لدخول المدرسة بهدف اكتساب المعارف والمهارات وتحمل المسؤوليات في مجتمعهم ووطنهم.(رستم، 2009م، ص45)
إن تكافؤ الفرص بصفته مفهوماً سواء في مجال التعليم أو العمل مثلاً لا يعني التماثل تماماً فلكل فرد منا مقدرته الخاصة المختلفة عن الآخر ارتباطاً بجهده وطموحه وتطلعاته، إذ أن التقدم والنجاح هنا مرتبطاً بجهود كل طالب ومقدرته على التحصيل، غير مرتبط بالمكانة الاجتماعية أو الحسب والنسب.

إن تحقيق مبدأ التكافؤ لا يعد قراراً إدارياً فقط، بل يجب تفعيله في صميم التربية على المواطن فلا تكافؤ الفرص بدون وعي المدرسين والأطر التربوية من مفتشين وإداريين بجسامة المسؤولية وتحملها والقيام بها لما لذلك من دور في تفويت لفرص التعلم والتعليم الجيد وتقويم موضوعي يمنح الطلاب كلهم القدرة على المنافسة النزيهة دون الشعور بالنقص والتهميش والحيف.

مبدأ العدل وتكافؤ الفرص التعليمية:
قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  سورة الحجرات:13، جاء الدين الإسلامي بقرر التساوي بين الناس،  ولا نعني بذلك التساوي المطلق، ؛ لن ذلك يؤدي إلى أن يسير المجتمع على وتيرة واحدة، فيكثر الكسالى والمتواكلون، لذا فالإسلام يقر بالتساوي أمام حكم الشرع، ولكن يقر بالتفاوت بين الناس حسب القدرات والطاقات.
يعد ضمان تكافؤ الفرص في التعليم محط اهتمام رئيسي على المستوى الإقليمي، فيجدر النظر إلى ضرورة الوفاء بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان في تحقيق تكافؤ فرص التعليم والمساواة وعدم التمييز (كيشور،2011م، ص9)
                واسترشاداً بالمصدر الذي تنبثق منه السياسة التعليمية، حرصت السياسة التعليمية في المملكة على تحقيق مبدأ العدل وتكافؤ الفرص التعليمية بين المواطنين، فالتعليم بمختلف مراحله فرصة متاحة للذكور والإناث، وفي كل نوع من أنواعه الفرصة متاحة لأفراد الجنس المخصص له التعليم بما يتفق وتعاليم الدين الإسلامي وخصائص كل جنس (حكيم،2013م) ، وتشير المادة الثامنة من مواد السياسة التعليمية إلى أن " فرص النمو مهيأة أمام الطالب للمساهمة في تنمية المجتمع الذي يعيش فيه ، ومن ثم الإفادة من هذه التنمية التي شارك فيها "، وتؤكد المادة العاشرة على أن " طلب العلم فرض على كل فرد بحكم الإسلام وبنشره وتيسيره في المراحل المختلفة واجب على الدولة بقدر وسعها وإمكانياتها" ، فلم تحدد المادة نوع الطالب بل أكدت أنه فرض على كل فرد على اختلاف قدراتهم، ومواهبهم، وصحتهم . وهذا ما وضحته مواد الباب الثاني من السياسة التعليمية والخاص بغاية التعليم وأهدافه العامة، حيث تنص المادة الرابعة والخمسون على " التعرف على الفروق الفردية بين الطلاب توطئة لحسن توجيههم ومساعدتهم على النمو وفق استعداداتهم وميولهم"، وتنص المادة التالية لها على " العناية بالمتخلفين دراسياً والعمل على إزالة ما يمكن إزالته من أسباب هذا التخلف، ووضع برامج خاصة دائمة ومؤقتة وفق حاجاتهم "، وتنص المادة السادسة والخمسون على ضرورة " التربية الخاصة والعناية بالطلاب المعوقين جسمياً أو عقلياً، عملاً بهدي الإسلام الذي يجعل التعليم حقاً مشاعاً بين جميع أبناء الأمة .وتنص المادة التالية لها على وجوب " الاهتمام باكتشاف الموهوبين ورعايتهم واتاحة الإمكانيات والفرص المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج العامة ، وبوضع برامج خاصة". (سياسة التعليم،1416هـ)

لماذا تكافؤ فرص التعليم؟ (اجتماعيات التربية،2011م)
1.  لأن تكافؤ الفرص يحقق العدالة داخل المجتمع والتعامل مع افراد المجتمع على قدراتهم واستعادتهم.
2.   تحقيق الامتيازات التعليمية بصرف النظر الى الطبقة التي ينتمون إليها او الثروة التي يملكونها أو القوة 


لمن تكافؤ الفرص التعليمي؟ (اجتماعيات التربية،2011م)
1.    أن يحصل جميع ابناء المجتمع الواحد على فرص متكافئة للالتحاق في التعليم والاستفادة من خدماته والاستمرار فيه.
2.    أن تقدم الحكومة الوطنية خدماتها التعليمية لكل المناطق التي تدخل تحت سيادتها.
3.    أن تقوم المدرسة كمؤسسة تربوية بدورها في تحقيق تكافؤ الفرص التعليمية بتعزيز المعلم والمدير لذلك.
4.    أن تتم عملية اختبار الطلاب في جميع المراحل بطريقة حيادية موضوعية بعيدة عن التحيزات.



المراجع:
·        رستم، أحمد محمد توفيق. (يوليو/2009م). دراسة مدى عدالة توزيع الفرص التعليمية في التعليم العام قبل الجامعي في مصر. (بدون بلد ودار نشر).
·        سينغ، كيشور. (18 ابريل 2011م). تقرير المقرر الخاص المعني بالحق العام في التعليم " تعزيز تكافؤ الفرص في التعليم". الدورة السابعة عشرة، مجلس حقوق الإنسان، الجمعية العامة.
·        وزارة المعارف ( 1416هـ ). وثيقة سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية. ط 4. الرياض : وزارة المعارف.
·        حكيم، عبدالمجيد عبدالحميد. (2013م). السياسة التعليمية. على الرابط التالي:
·        تكافؤ الفرص التعليمي. (26 أبريل 2011م). إجتماعيات التربية. على الرابط التالي:


0 التعليقات: