ظاهرة التنمر

0
.. ظاهرة التنمر ..


تعريف ظاهرة التنمر:
                يمكننا أن نستخلص تعريفا شبه جامع للتنمر من خلال الإطلاع على كتابات المتخصصين الغربيين الذين سبقونا برصد هذه الظاهرة في بلدانهم , فنقول : " إن التنمر هو ذلك السلوك العدواني المتكرر الذي يهدف إلى إيذاء شخص آخر جسديا أو معنويا من قِبل شخص واحد أو عدة أشخاص وذلك بالقول أو الفعل للسيطرة على الضحية وإذلالها ونيل مكتسبات غير شرعية منها ".

                ربما لا يشعر الكثير من الآباء والأمهات أو حتى من المسئولين التربويين في المدارس بمدى المشكلة التي يقع فيها أبناؤهم أو طلابهم كضحايا للتنمر إلا بعد فترة طويلة نسبيا , وذلك كنتيجة لوقوع هؤلاء الأبناء تحت ضغط شديد وإرهاب مادي أو معنوي لا يسمح لهم حتى بمجرد إظهار الشكوى أو إعلان ما يتعرضون له حتى لا ينالهم مزيد من الأذى على يد هؤلاء المتنمرين  .



خصائص المتنمر عليه (الضحية):
 للضحية  خصائص هي:
1.      قابلية السقوط : فالضحية سريعة الانخداع، ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها، ولها خصائص جسدية ونفسية تجعلها عرضة لأن تكون ضحية.
2.      غياب الدعم : فالضحية تشعر بالعزلة والضعف، وأحيانًا لا تذكر الضحية المتنمر عليها خوفًا من انتقام المتنمر.
3.      انخفاض تقدير الذات، وقلة الأصدقاء، والإحساس بالفشل، والسلبية والقلق والضعف وفقدان الثقة بالنفس، فهم يميلون للعزلة في المدرسة، و يشعرون بالوحدة والإهمال
4.      أضعف جسديًا من أقرانهم، فيجعلهم أكثر عرضة لهجمات المتنمرين

وبالتالي فهم يخشون الذهاب للمدرسة مما يعيق قدرتهم على التركيز، ويخلق أداءً دراسيًا يتراوح بين الهامشية والضعف، مع الوجود الدائم للتهديد بالعنف مما يشعرهم بالافتقار إلى الأمان، الأمر الذي ينتج عنه الأعراض البدنية والنفسية لديهم.

أماكن حدوث التنمر
عادة يحدث التنمر بعيدًا عن الكبار كما في:
·        فسحة المدرسة.
·        الحصص.
·        دورات المياه.
·        في المداخل.
·        في انتظار الحافلات.
·        في حافلة المدرسة.
·        في الطريق للمدرسة أو إلى البيت

وسائل مواجهة ظاهرة التنمر:
·        التعامل مع المتنمرين بصرامة .
·        مواجهتهم برفض سلوكياتهم المستفزة وعدم الخجل من إيقافهم عند حدهم.
·        إبلاغ إدارة المدرسة بأي إساءة يتم التعرض لها.

دور الوالدين تجاه ظاهرة التنمر:
للوالدين دوراً مهماً إذا ما شعرا أو اكتشفا أن أحد أبنائهم يتعرض للتنمر، حيث يجب تقييم الوضع بسرعة وبهدوء والقيام بجمع المعلومات واتخاذ الإجراءات المناسبة والمساعدة من أجل الحد من المعاناة التي يتعرض لها ابنهم أو ابنتهم عن طريق تشجيعهم على التحدث عن معاناتهم، وعدم إشعارهم بأنهم مسئولون عن تعرضهم للتنمر، فلا يجب أن يفترض الآباء أن أبناءهم يقومون بأفعال لإثارة التنمر المدرسي ضده، كما يجب أن يكون هناك دعم لمشاعرهم بدلاً من إهمال القلق الذي يعتريهم والتعبير لهم عن مدى تفهم المنزل لما يتعرضون له.

الحلول المستقبلية للحد من ظاهرة التنمر:
يجب أن تكون هناك استراتيجية مدروسة للتعامل مع التنمّر في المدارس، خاصةً وأن لدينا أيضاً مشاكلنا التي قد تختلف عن المشاكل في مدارس الغرب، ولذلك يجب علينا أن نطوّر أسلوبنا الخاص بحل مثل هذه المشاكل التي توجد في مشاكلنا. نحن لدينا التعليم منفصل ؛ فلا يوجد اختلاط بين الطلبة والطالبات في جميع مراحل الدراسة، وهذا يتطلّب أسلوباً مختلفا وخاصا مقارنةً بما يحدث في المدارس الغربية التي يتنمّر فيها الأولاد كثيراً على الفتيات، بينما عندنا الأولاد يتنمّرون على أولاد مثلهم والفتيات يتنمرن على طالبات مثلهن وذلك في مختلف مراحل الدراسة. 
كما أننا إذا عرفنا الأسباب فإنه يمكننا أن نجد حلول لهذه المشكلة التي في ازدياد، فمعظم الدراسات في الدول الغربية ترى أنه بسبب التغييرات التي تحدث في المجتمعات وتأثير الإعلام كان سبب في تغيير سلوكيات الأطفال والمراهقين، بل حتى على سلوكيات البالغين. هنا يجب أن نقول بأننا في طريقنا إلى حل واحدة من أكثر مشاكل العنف في المدارس، وهو عمل يستحق أن نعمل من أجله بكل جد ونبذل كل مافي وسعنا لحل هذه القضية التعليمية والتي أحيانا تؤرّق العاملين في قطاع التربية والتعليم.

التنمر في السعودية : 
                هي من أبرز المشاكل التي تواجه طلاب المدارس وتزداد وتتفاقم بشكل متواصل خاصة مع تعدد أنواعها وظهور أنواع جديدة أبرزها التنمر الإلكتروني والملاحقة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وقد بدأت تلك الظاهرة في الانتشار بين طلاب مدارس المملكة وقد تتفاقم إذا لم تعالج منذ بدايتها بالوقوف على أسبابها بطريقة علمية، حتى يتم الخروج بحلول للحد من تأثيرها بين الطلاب، وتزداد تلك الظاهرة في مجتمع الذكور الذين يترجمون التنمر إلى الإيذاء البدني والاعتداء بالضرب سواء المباشر أو غير المباشر بدفع الآخر أو احتكار الألعاب والسيطرة عليها.
ويعد الاعتراف بوجود المشكلة أولى خطوات العلاج وهي تكمن في نظرة بعض الطلبة والطالبات إلى زملائهم ويبقى معرفة حجم المشكلة في المدارس وفي أي مرحلة دراسية تكثُر هذه الممارسات وما هي المسببات التي تدعو بعض الطلبة أو الطالبات للقيام بهذه السلوكيات حينها يمكن العمل على إيجاد الحلول التي تزداد بسبب التغييرات التي تحدث في المجتمعات وتأثير الإعلام الذي غير من سلوكيات الأطفال والمراهقين.

وقد أوجدت المملكة بعض الحلول من خلال ما يأتي:
                تدشين موقع على شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك بعنوان "معا ضد التنمر في المدارس السعودية"، باعتباره مشروعا تربويا متكاملا بين المدرسة والمنزل ووزارة التربية والتعليم لمكافحة التنمر في المدارس، عن طريق قوانين وحلول تضمن حقوق الطالب السعودي بداية من المرحلة الابتدائية، وقد أكد المسئولون أن المشروع التربوي يهدف إلى إعادة صياغة تربية الأبناء من جانب رب الأسرة في تربيته لأبنائه، ليضمن تمتعهم بعملية تعليمية وتربوية سليمة وصحيحة يشارك فيها كل الجهات والدوائر المعنية بالتربية.
كما كشفت دراسة القحطاني بعنوان «التنمر بين طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة في مدينة الرياض: دراسة مسحية واقتراح برامج التدخل المضادة بما يتناسب مع البيئة المدرسية» عن أن نسبة الطلاب والطالبات في المرحلة المتوسطة الذين يتعرضون للتنمر مرة أو مرتين خلال الأشهر الماضية تصل إلى (31.5%)،  وكشفت الدراسة عن العديد من العوامل المسببة لانتشار التنمر المدرسي وأشكاله بين الجنسين، وخصائص كل من الطالب المتنمر والطالب المتنمر عليه، والآثار السلبية على أطراف العلاقة. كما أوصت الدراسة بتبني برنامج دان ألويس لمنع التنمر في المدارس (Olwues.s Bulying PreventionProgram)، وتطبيقه على مستوى المدارس بالمملكة العربية السعودية والفصول والمستوى الفردي أيضًا لمواجهة هذه الظاهرة والتقليل من آثارها على المتورطين فيها.
كما توصلت (إسماعيل، 2010) في دراستين أجرتهما في عام (2010م) تبحث الأولى منها في المتغيرات النفسية لدى ضحايا التنمر في المرحلة الابتدائية إلى أن هناك علاقة ارتباطية موجبة ودالة عند مستوى (0,01) بين ضحايا التنمر ومتغيرات الدراسة (حالة وسمة القلق، تقدير الذات، الأمن النفسي، الوحدة النفسية)، وعند مستوى (0,05) بين ضحايا التنمر المدرسي والأمن النفسي المنخفض، وفي الدراسة الثانية التي تبحث في فعالية العلاج بالقراءة في خفض التنمر المدرسي لدى الأطفال إلى مدى فعالية العلاج بالقراءة في خفض التنمر لدى الأطفال في المدارس .



المراجع :
·        موقع د. سعود العنزي. (2013م). على الرابط التالي: http://www.dr-saud-a.com
·        القحطاني، نورة سعد. (14/11/1433هـ - 30/9/2012م). ميادين قد يؤدي للانتحار أو التفكير فيه: التنمر المدرسي وبرامج التدخل. مجلة المعرفة، على الرابط التالي: http://www.almarefh.net
·        موقع علامات أونلاين. (2013م). على الرابط التالي:



0 التعليقات: