العوامل المؤثرة في تعليم المملكة العربية السعودية

2
العوامل المؤثرة في تعليم المملكة العربية السعودية:

1.     العامل الاجتماعي :
                                  أ‌-          العامل الديني:
المملكة العربية السعودية منذ قيامها وهي تدين بالدين الاسلامي , وهو يحكم جميع جوانب الحياة فيها , فمنذ اللقاء التاريخي بين الشيخ/محمد بن عبدالوهاب وأمير الدرعية محمد بن سعود –يرحمهما الله – حدث التقاء بين الدين والسياسة نتج عنه بأمر الله فيما بعد دولة عظم شأنها. كما أن المملكة العربية السعودية تحرص على تنشئة الأجيال على الأسس الايمانية فيخصص في الجدول الدراسي جزء جيد للمواد الدينية , ويتأكد ذلك في اعتناء المملكة العربية السعودية بمدارس تحفيظ القرآن الكريم , وتقديم مكافآت للطلاب وكانت المعاهد العلمية الدينية أسبق في الظهور من المدارس الثانوية , وعندما صدرت وثيقة سياسة التعليم جاء في المادة الأولى أنها تنبثق من الاسلام الذي تدين به الأمة عقيدة وعبادة وخلقا وشريعة وحكما ونظاما متكاملا للحياة. ويلزم لترسيخ هذا المبدأ صبغ المواد الدراسية منهجا وتأليفا وتدريسا بالوجهة الاسلامية اضافة الى التركيز والاهتمام بالمواد الدينية , وهذا ما تؤكده السياسة التعليمية من خلال المادة 2 التي تنص على " الايمان بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمدا نبيا ورسولا" , وكذلك المادة 11 التي تنص على " العلوم الدينية أساسية في جميع سنوات التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي بفروعه, والمادة 12 التي تنص على "توجيه العلوم والمعارف بمختلف أنواعها وموادها منهجا وتأليفا وتدريسا وجهة اسلامية.. "ولكي يحقق هذا المبدأ في سلوك الطالب لابد من توفر العديد من الشروط في المعلم وداخل المؤسسة التعليمية , وتجسد تلك الشروط تطبيقات يرتبط فيها القول بالعمل , خاصة في العبادات بمعناها الشامل" .(الأحمدي والرحيلي,2012م,468 )
                               ب‌-       العامل الثقافية (اللغة العربية):
اللغة العربية هي لغة التعليم والتأليف والتخاطب في المملكة وقد شرفها الله بنزول القرآن الكريم بها , وقد تعهد الله بحفظها فقال تعالى : "انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" سورة الحجر ,آية 9.
واللغة العربية من اللغات المهمة في العالم وهي لغة يحرص نظام التعليم في المملكة عليها فيعلمها للنشء في جميع مراحل التعليم وتنمية قدراتهم اللغوية بشتى الوسائل مما يساعد على تذوقها وادراك نواحي الجمال فيها وتضييق الشقة بين الفصحى والعامية . (شكري,1981,ص84( .



2.     العامل الاقتصادي:
من الملاحظ أن اقتصاديات الدولة وما تملكه من مصادر الاقتصاد والمال في حالة رواج مستمر ولاشك أن الاقتصاد يلعب دورا كبيرا في توجيه الحياة التعليمية في أية دولة من الدول , سواء في اقامة المنشآت والأبنية التعليمية و التجهيزات التربوية اللازمة أو في استخدام تكنولوجيا  التعليم وما يتمخض عنه الفكر البشري في حياتنا المعاصرة من توفير وتيسير سبل التعليم للراغبين كذلك فان للاقتصاد أثره على رفع رواتب المعلمين والمسئولين عن التعليم في الدولة وهذا بدوره له التأثير الايجابي على الأداء والاخلاص في العمل.
وبالرغم من هذه الامكانيات الاقتصادية التي تتمتع بها المملكة فإننا نجد كثيرا من دور التعليم وحتى في العواصم والمدن الكبرى أبنية مستأجرة لا تعدو أن تكون منازل أو عمارات سكنية مما لا يتوفر معها صلاحية العملية التربوية ومتطلبات اعداد النشء وهذا يلقي عبئا على الادارة التعليمية أو يصف جهودها بالقصور . (الأحمدي والرحيلي,2012م,ص 469).


3.     العامل السكاني :
بلغ عدد سكان المملكة 23مليون نسمة عام 1425هـ منهم حوالي 17مليون سعودي بنسبة 74% , ويتوقع أن يرتفع عدد السكان في المملكة الى حوالي 30مليون نسمة عام 1445هـ.
وسوف تشكل هذه الزيادة السكانية ضغوطا على مؤسسات التعليم لاستيعاب الزيادة السنوية المتوقعة. (شكري,1981,ص85( .
وقد قامت الباحثات بزيارة الموقع الالكتروني لمصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات لنجد الاحصائية الأخيرة لعام 1431هـ (2010م) حيث بلغ عدد سكان المملكة( 27,136,977) سبعة وعشرين مليونا ومئة وستة وثلاثين ألفا وتسعمائة وسبعا وسبعين نسمة , السعوديين منهم حوالي (18,707,576) ثمانية عشر مليونا وسبعمائة وسبعة آلاف وخمسمائة وستة وسبعين نسمة.
وفي ظل هذه الزيادة والتضخم السكاني لابد من التوسع في المدارس والجامعات لاستيعاب الأعداد الكبيرة في السنوات القادمة .


4.     العامل الجغرافي :
من الملاحظ أن الموقع الجغرافي للمملكة يوضح بأنها مترامية الأطراف فمساحتها كبيرة وبلدانها متباعدة الى حد كبير ومدنها متفرقة ومتناثرة بالإضافة الى وجود عدد من المواطنين
يعيشون في البادية والقرى الجبلية الوعرة بعيدين عن متطلبات الحياة العصرية والاتصال بوسائل التعليم كما ينبغي, فنحن لا نغالي اذا قلنا أن نور العلم لا يصل الى نسبة من المواطنين الأمر الذي يبقي على الأمية في المملكة سواء في الصغار أو الكبار والتعليم بوضعه الراهن لا يصل الى فريق قليل من المواطنين بالرغم مما تبذله الدولة من جهود. (الورثان,2005م,ص18( .

المراجع :

شكري , أحمد إبراهيم. (1981م). إدارة التعليم العام في المملكة العربية السعودية بين الواقع ,المثالية . العدد 7, كلية التربية , جامعة أم القرى .
الورثان, عدنان أحمد .(2005م). التربية والتنمية بالمملكة العربية السعودية, كلية التربية ,جامعة الملك سعود .
الغامدي , حمدان أحمد , و عبد الجواد ,نور الدين .(1422هـ). تطوير نظام التعليم في المملكة العربية السعودية . مكتبة الرشد :الرياض .
الأحمدي , امل و الرحيلي , تغريد .( 2012م ) .نظم التعليم في الولايات المتحدة الامريكية و المملكة العربية السعودية . مجلة العلوم التربوية ,المجلد الثامن عشر. العدد الرابع .اكتوبر2012 .الرياض : جامعه الملك سعود.
مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات . http://www.cdsi.gov.sa (29/12/1435)



هناك تعليقان (2):