المعايير المهنية الوطنية للمعلمين بالمملكة العربية السعودية

0
..المعايير المهنية الوطنية للمعلمين بالمملكة العربية السعودية..

          انطلاقًا من التطورات العصرية ومتطلباتها المتعددة، ازدادت الحاجة إلى بذل مزيد من الاهتمام بالنظام التعليمي وتجويد مخرجاته للوفاء بتلك المتطلبات، وتحقيق المستويات المأمولة من التطور الاجتماعي والتقني بمختلف صوره. ولاشك أن الاقتصاد المعرفي أسهم في توجيه الجهود لتطوير البناء التربوي سعياً لتخريج طلاب يتمتعون بمجموعة من المعارف والمهارات تؤهلهم للقبول في المعاهد والجامعات وسوق العمل، والانخراط في أنشطة الحياة المختلفة.
                ولاشك أن متطلبات المرحلة ألقت بظلالها على مؤسسات التعليم العالي، وحثتها على تجويد مخرجاتها بما فيها إعداد المعلمين وقياس مدى فاعليتهم المتوقعة في تحقيق التغيير المنشود في مستوى التعليم والمخرجات المرجوة من مراحله المختلفة، وازداد تبعاً لذلك سعي كليات التربية وكليات المعلمين إلى مراجعة برامجها، والحصول على الاعتماد الأكاديمي الذي يضمن التأهيل الأمثل لخريجيها، وقبول أكبر نسبة ممكنه منهم في سوق العمل، في ظل رفع المؤسسات الموظفة -ومنها وزارة التربية والتعليم- من معايير الجودة في مدخلاتها التي يمثل المعلم أهم عناصرها.
                ويأتي هذا الاهتمام بالمعلم من كونه الركيزة الأساسية للتغيير المنشود، وأحد أهم عناصر العملية التعليمية نظرًا لتأثيره المباشر على مخرجات تعلم الطلاب واكتسابهم المعارف والمهارات التخصصية والعامة في المواد التي يدرسها، ولما يضطلع به من دور تربوي يركّز على التطور بعيد الأمد لدى طلابه وتكوين مسؤولية ذاتية عن تعلمهم، بحيث يقوم الطالب بدوره في اكتساب المهارات والتوجهات الضرورية التي تدعم استقلاليته والاعتماد على الذات.
                ويُعدّ مشروع تطوير المعايير المهنية الوطنية للمعلمين الذي يعده المركز الوطني للقياس والتقويم لصالح مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم أحد المرتكزات التي تقوم عليها جهود التغيير والتطوير في مجال التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية؛ إذ يخدم عدة أغراضٍ لعل من أهمها التحقق من المعارف والمهارات التي يجيدها المعلمون الجدد المتقدمون لمهنة التعليم، والإسهام في تكوين صورة عن مدى فاعلية المعلم الجديد يمكن الاستفادة منها على نحو مؤسسي أو ذاتي لتحديد الحاجات المهنية والتعليمية وتطويرها، فضلاً عن تزويد مؤسسات إعداد المعلمين بتغذية راجعة عن مستوى مخرجاتها، ومساعدتها على إعداد معلمين متمكنين وقادرين على تحقيق تلك المتطلبات، يتميزون بالمرونة، ولديهم القابلية على استيعاب الظروف المتغيرة والتعامل معها، إضافة لتمتعهم بمنظومة من القيم والتوجهات المهنية.

إعداد المعايير:
                تشير المعايير المهنية الوطنية للمعلمين إلى ما يجب على المعلم معرفته والقيام به، وهي بذلك تتضمن المعارف والمهارات والقيم التي ينبغي على المعلم إتقانها، وتعد أساسية للقيام بمهامه المهنية بكفاية واقتدار.
وتتسم المعايير بتركيزها على مهمات أدائية ومخرجات يتوقع إتقانها من قبل المعلمين الجدد، إضافة لتبنيها منحى التعليم المتمركز نحو الطالب الذي أصبح حجر الأساس في الأنظمة العالمية الحديثة والهيئات التربوية الفاعلة.
وقد أُعدت المعايير وفقاً للنظرة الحديثة للمتعلم وكيفية تعلمه، وللرؤية التي تحتم تحقيق جميع الطلاب لمستويات تحصيلية عالية، وتتضمن المعايير مدىً واسعاً من المعارف والمهارات التي يحتاجها المعلم ليكون فاعلاً في مهنته وملماً بمتطلباتها المعرفية والتطبيقية بما تشتمل من معرفة تخصصية متعمقة ومعرفة مدى واسع من طرق التدريس، والقدرة على إيجاد بيئة تعلم منتجة، وعلى استخدام أساليب التقويم بأنواعها، وفهم مظاهر النمو الإنساني، والقدرة على العمل مع أشخاص متنوعين من حيث خلفياتهم وحاجاتهم، والتمتع بمهارات تواصل مناسبة، والقدرة على التخطيط السليم للتدريس، والقدرة على بناء علاقات منتجة مع أولياء الأمور والزملاء والمجتمع المحلي. فضلاً عن الإلمام بالمهارات اللغوية والكمية العامة التي ظهر أن لها تأثيرا واضحًا على فاعلية المعلم ونجاحه في تأدية واجباته المهنية.
وتقدم المعايير للمعلمين الجدد الذين هم في حاجة إلى تأسيس خبرة علمية ومهنية بناءً على إعدادهم الدراسي في المرحلة الجامعية، لغةً مشتركة ورؤيةً واضحة لما يعنيه التدريس بوصفه عملاً مهنياً متخصصاً يمكنهم من تعريف ممارساتهم وتطويرها والسعي للتطور المهني مدى الحياة. حيث يمكن أن يستخدمها المعلمون الجدد للتركيز على تعلم الطلاب والممارسات التدريسية، وصياغة أهداف مهنية لتطوير ممارساتهم، بالإضافة إلى توجيه ومراقبة مدى التطور في الممارسات التدريسية وتقويمها.

المستفيد من المعايير:
                صممت هذه المعايير لكي تكون متعددة الأغراض، حيث يمكن استخدامها من قبل وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المركز الوطني للقياس والتقويم في عمليات اختيارات المعلمين الجدد، وتفعيل نظام الترخيص لبدء مزاولة مهنة التدريس والحصول على وثيقة معترف بها وطنيًّا.
إضافة إلى إمكانية استخدامها من قبل مؤسسات إعداد المعلمين بما فيها الجامعات الحكومية والخاصة، لتطوير السياسات الخاصة ببرامج إعداد المعلمين من حيث التأهيل والإعداد، والدعم والتقويم والاعتماد الأكاديمي، فضلاً عن الاستفادة منها للتعلم والتدرب الذاتي للمعلم في مرحلة الإعداد والتأهيل، والاستعانة بها كذلك في الكشف عن نواحي القوة والضعف في مرحلة مبكرة من حياته المهنية.
وتمثل المعايير العامة لغة مشتركة بين المعلمين من مختلف التخصصات، تعبر عن المتطلبات المهنية التي يشترك فيها جميع المعلمين بغض النظر عن التخصص الدراسي، مثل: طرق التدريس وإدارة الصف والنمو المهني، تتكامل معها المعايير المهنية التخصصية التي تتناولها المعايير المتخصصة بتدريس المواد الدراسية، مثل: التربية الإسلامية والرياضيات والعلوم، وقد أفرد لكل منها معايير خاصة. وتزود المعايير المجتمع ومؤسساته المختلفة بأسس وقواعد وطنية موضوعية واضحة للمعلم المبتدئ؛ مما يسهم في تشكيل فهم اجتماعي عام عن عظم مهنة المعلم، يتوقع أن يعيد لها مكانتها السابقة التي تحتلها في التصور والتراث الإسلامي.

وللاطلاع على كافة المعايير قم بتحميل الملف في الرابط :





0 التعليقات: