عصر المعلوماتية
0
.. عصر المعلوماتية ..
تقف الإنسانية الآن على
أعتاب عصر جديد يطلق علية "عصر المعلوماتية " أو "الموجة الثالثة
" ولقد كانت الموجة الحضارية الأولى التي عرفها الإنسان هي حضارة الزراعة
"الثورة الزراعية " التي كانت بدايتها منذ ثمانية الآف سنة قبل الميلاد،
ونتج عنها استقرار الإنسان وارتباطه بالأرض وظهور الحضارات الزراعية القديمة،
وأعقبها موجة ثانية هي حضارة الصناعة التي بدأت أواخر القرن العشرين، وأصبح المصنع
نموذج الحياة فيها بما ينطوي عليه من تقسيم العمل والتخصيص ، النمطية ، الآلية
والرقابة ، السيطرة المركزية وبدأ في أواخر القرن العشرين ظهور "موجة ثالثة
" تبشر بظهور حضارة ما بعد الصناعة أو حضارة عصر المعلومات وهي حضارة القرن
الحادي والعشرين .
فما ملامح عصر المعلوماتية الراهن ؟
من سمات هذا
العصر ما يلي :
ü أن
المعرفة وما تضمنه من بيانات ومعلومات وصور ورموز ثقافة وقيم هي الآن المصدر
الرئيس للاقتصاد ، وهي مدخل رئيس في الإنتاج في القرن ال21.
ü تكمن
قوة آي مجتمع في اكتساب المعرفة ،وتوليدها ،وتوزيعها ،وتطبيقها في واقع الحياة .
ü الحاسب
الآلي هو رمز مجتمع المعلوماتية و وسيلة التواصل والإنجاز ومحور لنظام توزيع
واسترجاع وتوظيف المعلومات في كافة المجالات.
ü الابتكارات
المستمرة من أجل التنافس والعيش تستغرق مجالات التكنولوجيا والتسويق والتمويل.
ü التنظيم
ملمح رئيس للموجة الثالثة ويجري البحث حول
أشكال جديدة للتنظيم .
ü العمل
العقلي هو نوعية العمل المطلوبة لعصر المعلوماتية مع استمرار الضرورة أيضاً
للأعمال اليدوية و المهارية.
ü قواعد
المعلومات والبيانات تمثل البنية الرئيسة لأي مؤسسة أو مجتمع ، وهي ترتكز على
محورين: بنية مادية من شبكات الحاسب وتقنية المعلومات، وبنية بشرية مدربة عالية
المستوى. (الحامد
وآخرون،1428هـ،ص356- 357)
ماذا يجب على المناهج أن تفعله في عصر
المعلوماتية؟
على المناهج الدراسية أن تُمكِّن
التلاميذ من التكيف مع المستقبل والاستعداد للتفاعل معه بإيجابية من خلال
الاستعانة بدراسات المستقبل.
وعموماً
فإن مناهج المستقبل يجب أن تركز على تنمية الكفايات التالية للمتعلم:
§
التعامل مع المعلومات.
§
التفكير بوضوح .
§
الاتصال بفاعلية.
§
فهم البيئة البشرية.
§
فهم الأفراد والجماعات.
§
امتلاك الكفايات الشخصية.
§
وبعبارة اخرى فإن مناهج
المستقبل ينبغي أن تدور حول أربع محاور هي:
§
تعليم الفرد كيفية التعلم.
§
تعليم الفرد كيفية العمل.
§
تعليم الفرد مهارات
التعاون.
§
تعليم الفرد القدرة على
الاستقلال الذاتي وتحمل المسؤولية.( الغامدي و عبدالجواد، 1431ه، ص 471)
أبرز
التحديات التي يواجهها مجتمعنا في ظل هذا العصر المعلوماتي :
ü تحدي الثورة العلمية التقنية : يزداد في كل تخصص علمي كم المعلومات
والحقائق والنظريات والاكتشافات بصورة مذهلة ، مما أدى إلى عدم قدرة المتخصصين على
الإلمام بها وملاحقتها ، إضافة إلى أن فروع المعرفة تشهد كل يوم مولد تخصص معرفي
جديد .
ومن جانب آخر أدى التفجر المعرفي نفسه إلى
التنبه إلى أهمية بناء قنوات بين الفروع والتخصصات العلمية القديمة والجديدة ،
وأصبح كل متخصص يحتاج إلى معرفة بفروع وتخصصات لم يكن في السابق يحتاج إليها.
ومن ناحية أخرى فالتطورات التقنية المذهلة
في مجال صناعة الحواسيب والأقمار الصناعية وبناء الشبكة الدولية للمعلومات تمثل
تحدياً جديداً أمام النظم الاجتماعية وتحمل في طياتها أساليب جديدة في التعليم
وبناء القيم ونوعية العلاقات الإنسانية وأساليب جديدة في التواصل بين المؤسسات
والثقافات أيضاً.
ü تحدي النمو السكاني: لقد أدت التطورات الطبية والصحية وارتفاع مستوى
المعيشة إلى خفض معدل الوفيات وزيادة النمو السكاني ، وبرزت في كثير من المجتمعات
خاصة النائية ظاهرة "فتوة السكان" حيث تشكل الشريحة السكانية دون سن
الخامسة عشرة نسبة مرتفعة من إجمالي السكان . وتشكل هذه الظاهرة مالم يتم ضبطها،
إشكالية تواجه الأنظمة الخاصة في مجال توفير التعليم بكافة مراحله وفي تجويد
نوعيته وصلاحيته.
ü تحدي ذوبان الهوية الوطنية : تدل المؤاشرات الراهنة على أن معطيات
العولمة ستؤدي إلى أحداث توتر بين ما هو عالمي وماهو محلي ، إذ أنها ستؤدي بشكل أو
بآخر إلى تذويب الدور التقليدي للدولة ، وتهديد الهوية الثقافية ، وتوسيع سطوة
المؤسسات والوسائط الثقافية والإعلامية والتربوية للقيام بدور مؤثر في تثقيف
الإنسان وتعليمه.
ü التحدي البيئي: ولعل التقدم العلمي والتقني الهائل كان له
انعكاساته على البيئة الإنسانية ، فأصبحت مسألة البيئة والحفاظ عليها وحمايتها
ومكافحة ظواهر العنف والمخدرات وغيرها من مشكلات البيئة ضمن التحديات التي تجابه
المجتمعات والأفراد في القرن ال 21. (الحامد وآخرون ،1428هـ،ص358)
المراجع:
§
الغامدي ، حمدان و عبدالجواد ،نور الدين
(1431هـ) تطور نظام التعليم في المملكة العربية السعودية،ط3،الرياض :مكتبة
الرشد.
§
الحامد،محمد ؛ زيادة،مصطفى ؛ العتيبي،
بدر ؛ متولي ،نبيل (1428هـ) التعليم في المملكة العربية السعودية رؤية الحاضر
واستشراف المستقبل،ط4 ،الرياض: مكتبة الرشد.