التنشئة الاجتماعية ودور المدرسة بمكوناتها فيها

0

التنشئة الاجتماعية ودور المدرسة بمكوناتها فيها

ماهي التنشئة الاجتماعية

ويرى الدكتور أحمد الفنيش(2004,ص35) أن التنشئة الاجتماعية هي العملية التي يتم بها إدماج الطفل في الإطار الثقافي للمجتمع عن طريقة توريثه أساليب التفكير و المعتقدات و العادات والتقاليد السائدة في المجتمع و ما يرتبط بها من أنماط سلوكية حتى تصير من مكونات شخصيته .
 فالتنشئة الاجتماعية عبارة عن عملية تربية و تعليم هدفها تشكيل شخصية الفرد من جميع الجوانب سواء الروحية العقلية الجسمية أو المعرفية أو السلوكية ونحوها وفقاً لمعتقدات المجتمع وعاداته وتقاليده و أعرافه ونظم تفكيره

المدرسة ودورها في التنشئة  الاجتماعية :

الطفل يأتي إلى المدرسة ولديه شخصية تشكلت في الأسرة من خلال معايير معنية وقيم واتجاهات خاصة فيصبح في موقف جديد و يتطلب هذا أن يتعرف على شخصيات متعددة فيحدث تفاعل اجتماعي داخل المدرسة قائم على الأخذ و العطاء ومن خلال ذلك يزيد الطالب من تجاربه الاجتماعية و دائرة اتصالاته تتسع و تتنوع .
غير أن المدرسة  لها سلطة تنظيم خاصة بها فتكون تلك التفاعلات وفق أسس وضوابط محدده كاحترام قيمه واحترام تفكيره مما ينتج عنه مساواة وثبات في التعامل . ومن أجله كان للمدرسة دورا لا يقل أهمية في التنشئة الاجتماعية عن دور الأسرة أو المؤسسات الدينية أو وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة والمتعددة و نحوها .بل إن المدرسة أصبحت تكمل ما بدأته الأسرة بل  أصبحت تملك مقومات لتؤدي وظائفها قد تعجز عنها بعض المؤسسات الاجتماعية بل و لا تملكها.
 "فدور المدرسة في التنشئة الاجتماعية يتمثل في ما يلي:
1-    تنمية الإطار الثقافي المشترك لتماسك أبناء المجتمع من خلال نقل قيم المجتمع و أفكاره واتجاهاته من جيل إلى جيل و تنقية هذا التراث و تجديده بانتقاء أفضل ما فيه لتشكيل شخصية التلميذ من جميع الجوانب .
2-    تقديم الرعاية النفسية و الاجتماعية إلى كل طفل و مساعدته على حل مشكلاته والانتقال به من طفل يعتمد على غيره واتكالي في معظم الأشياء إلى راشد مستقل معتمد وواثق من نفسه و متوافق نفسياً واجتماعياً .
3-  مراعاة قدرات التلميذ و تفهمها من خلال إدراكه للواقع و صقل مهاراته و إتاحة فرص نمو شخصيته في إطارها الاجتماعي المحدد .
4-تعليم التلميذ كيف يضبط سلوكه ويحقق أهدافه بطريقة متلائمة تتفق مع المعايير الاجتماعية .
5-   إكساب التلاميذ العادات الصحية السليمة التي تساعده على الاحتفاظ بسلامة أبدانهم والوقاية من الأمراض وتنمية العادات الغذائية السليمة.
6-  إكساب التلاميذ أساليب التفكير العلمي وحفزهم على الأداء و الإنجاز وإتقان العمل .
7- توجيه التلاميذ و إرشادهم لاختيار المجال التعليمي والتخصصي وما يترتب عليه من تحديد مهنته التي سوف يزاولها في المستقبل " . (محمد ,2003 ,255)
8- "توعية كل العاملين في المدرسة بأهمية القدوة الحسنة ليقتدي بهم التلاميذ " . (أبورزق,1425,ص 288) لذا كان من أهم العوامل المدرسية التي تؤثر في التنشئة الاجتماعية للطفل شخصية المعلم فهو مصدر السلطة التي يجب طاعتها والمثل الأعلى الذي يتمثل به الطفل ومصدر المعرفة لذا لابد  أن يكون المدرس متسلحاً بالمعرفة والفضائل الأخلاقية والاجتماعية لأن تأثيره تأثيراً كبير في بناء الطفل اجتماعياً ونفسياً .
9- منح بعض الامتيازات والتفضيلات لتشجيع التلاميذ على السلوك الاجتماعي الجيد الذي ارتضاه المجتمع لأبنائه و إلغاء بعض الامتيازات أو الحرمان منها لوقت معين مقابل السلوك غير المرضي   .
10-     البث في نفوس التلاميذ أهمية الإحساس لواقع المجتمع و إمالة وتطلعاته و مشكلاته ودورهم في كيفية التغلب عليها مما يعمل على تهيئة التلاميذ تهيئة اجتماعية كجزء مكمل من عملية التكيف الاجتماعي ." (أبورزق,1425 ,ص 288).
"فالمدرسة إذن هي المؤسسة الاجتماعية التي أنشاها المجتمع لتقابل حاجة من حاجاته الأساسية  وهي تطبيع أفراده تطبيعاً اجتماعياً يجعل منهم أعضاء صالحين وأصبحت هي الوحيدة القادرة على توفير الفرص الكافية لإكساب تلاميذها الخبرات التعليمية و تكشف ميولهم واستعداداتهم و تستثمرها وتعد كل فرد للمهنة التي تناسبه و أصبحت ترسم الخطط لتلاميذها ليتعلموا الاعتماد على النفس في سن مبكرة كما أصبحت نقطة الالتقاء للعلاقات العديدة و المتداخلة والمعقد ولذا أصبحت قوة اجتماعية موجهة تعمل على بناء الشخصية السوية وإكساب التلميذ الخبرات التي تهيؤه لمواجهة تحديات الحياة الاجتماعية(أبو جلالة ,1425 ,ص 104).
المراجع
1-    أبو جلالة ، صبحي والعبادي ، محمد حميدان.(1425)  أصول التربية بين الأصالة و المعاصرة. الكويت: مكتبة الفلاح للنشرة التوزيع.
2-     أبو رزق ,حليمة علي.(1425) المدخل إلى التربية 2 .جدة: الدار السعودية للنشر و التوزيع 
3-  الفنيش ، أحمد  .(2004) أصول التربية . ط 3 .بيروت: دار الكتاب الجديد المتحدة
4-    محمد , أحمد علي الحاج .(2003) أصول التربية . ط 2 . عمان :دار المناهج  .


0 التعليقات: