اﻟﻤﻨﺎھﺞ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر إﺳﻼﻣﻲ ..

ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﻮطﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺎﻧﺖ وﻣﺎ زاﻟﺖ ﻋﺪﻳﺪة وﻻ ﻳﺄﻟﻮ أوﻟﻲ اﻷﻣﺮ ﻋﻦ ﺑﺤﺚ داﺋﺐ ﻹﻳﺠﺎد ﺣﻠﻮل

ﻟهﺬه اﻟﻤﺸﻜﻼت، وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟهﺎﻣﺔ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ھﻲ اﻟﻤﻨﺎھﺞ اﻟﺪراﺳﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪارس، ﻓﮫﻲ ﻻ

ﺗﻐﻄﻲ اﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻷﻧﮫﺎ ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺒﯿﺌﺔ ﻣﻤﺎ ﻗﺎد إﻟﻰ اﻧﻌﺪام

اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎھﺞ اﻟﺪراﺳﯿﺔ وھﺬه اﻻﺣﺘﯿﺎﺟﺎت أي ﻋﺪم اﻟﺼﻠﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ واﻟﻨﻤﻮ اﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﺒﯿﺌﺔ.

ﻛﻤﺎ أن ﻋﺪم وﺟﻮد ﻋﻼﻗﺎت وﻗﻨﻮات ﺳﻠﯿﻤﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻨﺎھﺞ اﻟﺪراﺳﯿﺔ واﻟﻌﻘﯿﺪة ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﻮاد

ﺣﺠﺒﮫﺎ ﻋﻦ دورھﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وﻛﺬﻟﻚ ﻋﺪم اﺳﺘﻘﺮار ﺧﻄﻂ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ وﻣﺘﺎﺑﻌﺘﮫﺎ وﻋﺪم وﺿﻮح ﻋﻼﻗﺎﺗﮫﺎ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﯿﺔ

أدى إﻟﻰ اﻓﺘﻘﺎر اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﺘﺮﺑﻮي اﻟﺴﻠﯿﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ.

إذا رﺟﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻒ ﻗﻠﯿﻼً ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ أن ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻄﯿﺌﺔ ﻗﺒﻞ اﺳﺘﻘﻼل اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ

ﻣﺴﺘﻌﻤﺮة ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺠﮫﻞ واﻷﻣﯿﺔ. وﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﺑﺪأت ھﺬه اﻟﺪول ﺗﺠﺎھﺪ ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ ھﺬه اﻷزﻣﺔ، وﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ھﻨﺎﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ

راﻓﻘﺖ ھﺬه اﻟﻤﺠﺎھﺪة ﻣﺜﻞ ﻋﺪم وﺟﻮد ﺗﺨﻄﯿﻂ ﺗﺮﺑﻮي ﻋﻠﻤﻲ ﺳﻠﯿﻢ ﻣﻤﺎ ﻗﺎد ﻟﻼﻗﺘﺒﺎس واﻻرﺗﺠﺎل ﻓﻲ اﻟﮫﯿﻜﻞ اﻟﺘﺮﺑﻮي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻟﮫﺬا ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ إﻳﺠﺎد

ﺣﻞ ﺳﻠﯿﻢ وﺳﺮﻳﻊ ﻟﮫﺬه اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﯿﮫﺎ ﺣﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻣﻦ ﺗﺨﻄﯿﻂ ﺳﻠﯿﻢ وﺗﺪرﻳﺐ وإﻋﺪاد ﻟﻸﺳﺎﺗﺬة واﺳﺘﻘﺮارھﻢ.

ﻟﻘﺪ ﺷﮫﺪ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﯿﺮة اھﺘﻤﺎﻣﺎً واﺳﻌﺎً. ﻓﻘﺪ اﻧﺘﺸﺮت اﻟﻤﺪارس واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت وﺑﺼﻮرة ﻛﺒﯿﺮة وﺳﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ

اﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻓﺎﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻮاﻛﺐ ھﺬا اﻟﺘﻮﺳﻊ واﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﺤﻀﺎري وأن ﺗﻜﻮن ﻣﺒﯿﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﻢ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺴﻤﺤﺔ واﻟﻌﻘﯿﺪة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺤﻘﺔ. ﺑﮫﺬا

أﺻﺒﺢ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﻣﻨﺎھﺞ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﺠﯿﻞ اﻟﻄﻼب ﺿﺮورة ﻣﻠﺤﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻷھﺪاف اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻟﺒﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻘﻖ ﺳﻌﺎده ﻓﻲ

اﻟﺪارﻳﻦ، اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة.وﻳﺼﺒﺢ ﻧﺎﻓﻌﺎً ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻪ وﻟﻨﻔﺴﻪ. ﻓﺎﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻳﻤﺎرس ﺑﮫﺎ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻪ وﻳﺤﻮل ﻛﻞ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺳﻠﻮك ﻳﻤﺎرﺳﻪ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻪ،

وﺑﮫﺬا ﻳﻜﻮن ﺳﻠﻮك اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺪاﻋﯿﺔ ﻟﻺﺻﻼح. ﻓﺎﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ھﻲ "اﻟﺠﮫﻮد اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺬﻟﮫﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻗﺼﺪاً ﻹﺣﺪاث ﺗﻐﯿﺮات ﻣﺮﻏﻮب ﻓﯿﮫﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺌﺔ اﻟﻤﺎدﻳﺔ

واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ".

إن ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ أھﺪاف اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﮫﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﻔﻌﻠﯿﺔ واﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻹﻳﻤﺎﻧﯿﺔ واﻟﺘﺮﺑﯿﺔ

اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ واﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺨﻠﻘﯿﺔ واﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻮازﻧﺔ. ﻟﮫﺬا ﻛﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ وﺿﻊ ﻣﻨﮫﺞ ﻳﺤﻘﻖ ھﺬه اﻷھﺪاف اﻟﻤﺮﻏﻮب ﻓﯿﮫﺎ.

ﻻ أﺣﺪ ﻳﻨﻜﺮ أن اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ھﻲ اﻷﺳﺎس اﻟﻤﺘﯿﻦ ﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ، وأن اﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻌﮫﺎ اﻻﺗﺠﺎھﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ

اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﯿﻊ ﺟﻮاﻧﺒﮫﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة واﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪت ﻋﻠﻰ اﻛﺘﺸﺎف ﺟﻮاﻧﺐ ﻧﻤﻮ اﻟﻔﺮد اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ واﻟﺠﺴﻤﯿﺔ واﻟﺨﻠﻘﯿﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ،

وﻟﻜﻦ رﻏﻢ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻧﺠﺪ أن اﻟﻤﺎدة اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﻨﮫﺞ اﻵن ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎت أﺻﺤﺎب اﻟﻤﺒﺎدئ واﻷﻓﻜﺎر ﻏﯿﺮ

اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ، ﻣﻊ أﻧﻨﺎ ﻧﻌﺮف أن ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻨﮫﺞ ﻟﻠﺤﯿﺎة ﻛﺎﻣﻼً ﻣﻦ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺠﻮاﻧﺐ، وﻟﮫﻢ ﻣﻔﮫﻮم ﻛﺎﻣﻞ وﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﺤﯿﺎة وﻣﺎ ﻓﯿﮫﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﺎدئ وﻗﯿﻢ وأﻓﻜﺎر

وﺧﺒﺮات وﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﻨﺎءة. ﻓﺎﻟﻤﻨﮫﺞ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن "ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻟﻠﻜﺎﺋﻦ اﻟﺒﺸﺮي ﻛﻠﻪ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ، ﻻ ﺗﺘﺮك ﻣﻨﻪ ﺷﯿﺌﺎً وﻻ ﺗﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﺷﻲء، ﺟﺴﻤﻪ وﻋﻘﻠﻪ

وروﺣﻪ، ﺣﯿﺎﺗﻪ اﻟﻤﺎدﻳﺔ واﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ وﻛﻞ ﻧﺸﺎطﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرض".

أھﺪاف اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ:

ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﻔﮫﻮم ﻧﻘﻮل إن اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺟﻤﻌﺖ "ﺑﯿﻦ ﺗﺄدﻳﺐ اﻟﻨﻔﺲ وﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﺮوح وﺗﺜﻘﯿﻒ اﻟﻌﻘﻞ وﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﺠﺴﻢ. ﻓﮫﻲ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺪﻳﻨﯿﺔ واﻟﺨﻠﻘﯿﺔ

واﻟﻌﻠﻤﯿﺔ واﻟﺠﺴﻤﯿﺔ دون ﺗﻀﺤﯿﺔ ﺑﺄي ﻧﻮع ﻣﻨﮫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻵﺧﺮ". وﻓﻲ ھﺬا ﻳﺘﻀﺢ أن اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻗﺪ وازﻧﺖ ﺑﯿﻦ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻢ اﻟﺮوﺣﯿﺔ واﻟﻤﺎدﻳﺔ

واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ. ﻓﺎﻟﻔﮫﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﮫﺪف اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ھﻮ إﻋﺪاد اﻟﻔﺮد ﻟﯿﻜﻮن ﻧﺎﻓﻌﺎً ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ وﻧﻔﺴﻪ وﺳﻌﯿﺪاً ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة. ﻓﺎﻷھﺪاف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﯿﺔ

اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ "ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ: اﻷول أﻧﮫﺎ ﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻔﺮد وﺗﻨﺘﮫﻲ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻋﺎﻣﺔ، واﻟﺜﺎﻧﻲ أﻧﮫﺎ ﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺪﻧﯿﺎ وﺗﻨﺘﮫﻲ ﺑﺎﻵﺧﺮة ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﺘﻨﺎﺳﻖ"،

"ﻓﻔﻲ اﻷﻣﺮ اﻷول، اﻟﮫﺪف، ھﻮ إﻋﺪاد اﻟﻔﺮد اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﯿﺪ اﻟﻔﺮد ﻓﻲ طﺮﻳﻖ اﻟﺘﻘﺪم، وﻓﻲ ﻧﮫﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ ﻳﮫﯿﺊ اﻟﻔﺮد ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ

اﻟﺴﻌﯿﺪة. اﻷﻣﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻓﺄھﺪاﻓﻪ ھﻲ ﺗﻨﻤﯿﺔ وﺗﺮﺳﯿﺦ اﻟﻌﻘﯿﺪة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮد اﻟﻤﺴﻠﻢ وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ Ϳ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺗﺰﻛﯿﺔ ﻧﻔﺴﻪ وﺗﮫﺬﻳﺐ اﻷﺧﻼق

واﻟﻄﺒﺎع".

ﻛﺬا ﻓﺈن اﻹﺳﻼم ﻗﺪ وﺿﻊ ﻟﻨﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻟﻠﻤﻨﺎھﺞ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﺠﺮ اﻟﺰاوﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ. وﻗﺪ ﺗﻄﺮﻗﺖ ھﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻟﺠﻤﯿﻊ اﻟﺘﻐﯿﺮات

اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺣﺪوﺛﮫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ اﻟﻔﺮد اﻟﻤﺴﻠﻢ. وﻧﺠﺪ أن اﻹﺳﻼم اﻋﺘﺒﺮ أن ﺧﻄﻮة وﺿﻊ اﻷھﺪاف ﺑﺼﻮرة ﺳﻠﯿﻤﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ

ﺗﺼﻤﯿﻢ ﻣﻌﯿﺎر ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻻﺧﺘﯿﺎر اﻟﻤﺤﺘﻮى واﻟﺨﺒﺮات وطﺮق اﻟﺘﺪرﻳﺲ ووﺳﺎﺋﻠﻪ واﻟﻨﺠﺎح ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ، وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺼﻞ اﻟﻔﺮد اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻢ إﻟﻰ ھﺪف

اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ أﻻ وھﻮ ﺳﻌﺎدﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ واﻵﺧﺮة.

وﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ھﺬا ﻓﺈن "اﻟﻤﺪارس واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت أﺻﺒﺤﺖ ﻏﯿﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻋﺪاد اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻨﺎﺷﺊ ﻟﻠﺤﯿﺎة ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺳﺮﻳﻊ اﻟﺘﺤﻮل واﻟﺘﻐﯿﺮ، وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻌﻤﻞ

اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ اﻹﺿﺎﻓﻲ ﻟﻠﺘﺮﺑﯿﺔ ﺧﺎرج اﻟﻨﻄﺎق اﻟﻤﺪرﺳﻲ، ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻮاﺻﻼً ﻓﻲ ﺻﻮرة ﻧﺸﺎطﺎت ﺣﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﮫﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﻤﺎﻟﻚ واﻟﺒﻼد

وﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻄﻮر". ﻓﺎﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺗﻤﺘﺎز ﻋﻦ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺑﺎﻟﮫﺪف اﻟﺒﻌﯿﺪ اﻟﺬي ﻳﺤﻔﻆ ﻟﻠﻔﺮد اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺳﻤﻮ روﺣﻪ وﻋﺰة ﻧﻔﺴﻪ وﻧﺸﺎط

ﺟﺴﻤﻪ وﺳﻼﻣﺔ ﻧﻤﻮه اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻌﻘﻠﻲ. ﻓﺎﻟﮫﺪف اﻟﺒﻌﯿﺪ ﻳﺮﻧﻮ إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺑﯿﻦ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﺑﯿﻨﮫﻢ وﺑﯿﻦ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ.

وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻜﻮن اﻟﮫﺪف ھﻮ اﻟﺮاﻋﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ أﺟﺰاء ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ اﻟﺠﺴﻤﻲ واﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﺮوﺣﻲ واﻟﺨﻠﻘﻲ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ.

اﺳﺘﻤﺮار ﺗﻄﻮر ﺳﺒﻞ ﺣﯿﺎة اﻹﻧﺴﺎن وازدﻳﺎد اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ أو اﻧﻔﺠﺎرھﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻄﻮر ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻤﻨﮫﺞ، ﻛﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ اﻷﺧﺮى. وﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ

اﻟﻤﺮﺑﻮن ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﻨﮫﺞ ﺗﺒﻌﺎً ﻟﺬﻟﻚ ارﺗﻜﺎزاً ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﮫﺎ:(اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ : اﻟﻣﻧﺎھﺞ اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ﻣن ﻣﻧظور إﺳﻼﻣﻲ (٢٠١٣/​١٢/١٦ 1

www.maganin.com/print.asp?contentId=5404 2/2

اﻟﻤﺮﺑﻮن ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﻨﮫﺞ ﺗﺒﻌﺎً ﻟﺬﻟﻚ ارﺗﻜﺎزاً ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﮫﺎ:

- اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ ﻣﻔﮫﻮم اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻮاﺳﻊ اﻟﺬي طﺮأ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. وﺣﺴﺐ درﺟﺔ ﺗﻄﻮر

اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮم وﺿﻌﺖ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.

- اﻟﺘﻄﻮر واﻟﺘﻐﯿﺮ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ أﺣﻮال اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻳﻌﯿﺸﻮن ﻓﯿﻪ، ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ وﺟﻮد ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻣﺘﻐﯿﺮة ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺗﺒﻌﺎً ﻟﻤﯿﻮﻟﮫﻢ ورﻏﺒﺎﺗﮫﻢ

واھﺘﻤﺎﻣﺎ ﺗﮫﻢ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﮫﻢ.

- اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻜﺒﯿﺮ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﺘﻌﻠﻢ ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺳﯿﻜﻮﻟﻮﺟﯿﺔ اﻟﻄﺎﻟﺐ وﺟﻮاﻧﺒﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺮﺑﻂ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﺑﻤﺎ

ﻳﺪرﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﻟﻤﻮاﻛﺒﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث وﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺤﯿﺎﺗﻪ.

- وأﺧﯿﺮاً اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ آﺧﺮ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺻﻞ إﻟﯿﮫﺎ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺘﺮﺑﻮي ﺧﺎﺻﺔ واﻟﺘﺮﺑﯿﺔ ﻋﺎﻣﺔ، وﻗﺪ أظﮫﺮت ھﺬه

اﻟﺪراﺳﺎت أھﻤﯿﺔ ﻧﻤﻮ اﻟﻔﺮد ﺣﺴﺐ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻧﻤﻮ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻐﯿﺮ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺘﻐﯿﺮ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار.

ﻟهﺬا ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎھﺞ أن ﺗﻀﻊ أھﻤﯿﺔ ﻛﺒﺮى ﻟﻤﺎ ﻳﻠﻲ:

(1) اﻟﻄﺎﻟﺐ ھﻮ ﻣﺮﻛﺰ اﻻھﺘﻤﺎم ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻨﮫﺞ، وﻟﯿﺴﺖ اﻟﻤﺎدة اﻟﺪراﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ. ﻓﺎﻟﻤﻨﮫﺞ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺴﺎﻋﺪ اﻟﻄﻼب ﻋﻠﻰ

اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺟﻤﯿﻊ ﺟﻮاﻧﺒﮫﻢ اﻟﺠﺴﻤﯿﺔ واﻟﻌﻘﻠﯿﺔ واﻟﺨﻠﻘﯿﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻛﺘﺸﺎف اﺳﺘﻌﺪاداﺗﮫﻢ وﻗﺪراﺗﮫﻢ وﻣﯿﻮﻟﮫﻢ ورﻏﺒﺎﺗﮫﻢ وﺗﺄھﻠﮫﻢ ﺑﺬﻟﻚ

ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﮫﻢ. ﻓﺎﻟﻄﺎﻟﺐ ﻳﻌﯿﺶ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻳﻮﺟﮫﻪ ﻓﯿﻪ اﻷﺳﺎﺗﺬة وﻳﺮﺷﺪھﻢ وﻳﻜﻮن ھﺬا اﻟﻄﺎﻟﺐ إﻳﺠﺎﺑﯿﺎً وﻧﺸﻄﺎً ﻳﺨﺘﺎر ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة اﻟﺪراﺳﯿﺔ

اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻌﺮ أﻧﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﯿﮫﺎ، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﺘﺪرب ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻪ وﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺒﻨﺎء وﺗﺤﻤﻞ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ وﻳﺜﻖ ﺑﮫﺎ، ﻛﻤﺎ أن ھﺬا

اﻟﻤﻨﮫﺞ ﻳﻨﻤﻲ ﻓﯿﻪ اﻟﻤﯿﻞ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ واﻻطﻼع وﻳﻨﻤﻲ ﻓﯿﻪ أﻳﻀﺎً اﻹﻗﺪام واﻻﺑﺘﻜﺎر واﻟﺘﻄﺒﯿﻖ واﻻﺳﺘﻨﺒﺎط.

وﻻ ﻧﻨﺴﻰ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻤﻨﮫﺞ ﻣﺪرﻛﺎً ﻟﻤﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻄﻼب ﻣﻦ ﻓﺮق ﻓﺮدﻳﺔ وﻣﺮاﻋﯿﺎً ﻟﮫﺎ. ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻗﺪراﺗﻪ وﻣﮫﺎراﺗﻪ. أﻳﻀﺎً اﻟﻤﻨﮫﺞ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻳﺠﺐ أن ﻳﮫﯿﺊ

اﻟﻔﺮﺻﺔ أﻣﺎم اﻟﻄﻼب ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ أوﻗﺎت ﻓﺮاﻏﮫﻢ ﻓﯿﻤﺎ ﺗﺮﺗﻀﯿﻪ ﻋﻘﯿﺪﺗﮫﻢ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﻔﯿﺪون ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻧﻤﻮھﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﺸﻌﺮون ﻓﯿﻪ أﻧﮫﻢ

ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺮﻣﮫﻢ وﻳﺤﺘﺮﻣﻮﻧﮫﺎ ﻓﻲ أوﺟﻪ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ. وھﺬا اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻻطﻤﺌﻨﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎء ﻳﻘﻮدان

اﻟﻄﺎﻟﺐ إﻟﻰ اﻻﺗﺰان اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻟﻨﻤﻮ اﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﺬي ھﻮ ھﺪف اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ.

(2) ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺨﺒﺮات واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻮاد دراﺳﯿﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺟﻮاﻧﺐ ﺣﯿﺎة اﻷﻓﺮاد اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ

واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻷﻣﻨﯿﺔ واﻟﺪﻳﻨﯿﺔ واﻟﺼﺤﯿﺔ واﻟﺘﺮﻓﯿﮫﯿﺔ ... اﻟﺦ. ﻟﺬا وﺟﺐ ﺗﻮﺿﯿﺢ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺄﺛﯿﺮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ ﺑﯿﻨﮫﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ، وﺑﯿﻨﮫﺎ وﺑﯿﻦ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ

ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ . وﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻮﺿﻊ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﺘﺮاﺑﻂ وﻣﺘﺼﻞ ﺗﺮاﺑﻄﺎً واﺗﺼﺎﻻً ﻣﻨﻄﻘﯿﺎً ﻟﺒﯿﺎن ھﺬه اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺄﺛﯿﺮﻳﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻟﻨﻈﻢ ﺟﻤﯿﻌﺎً.

إن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﺮﺑﻮي ﻳﺠﺐ أن ﻳﺴﺘﻤﺪ أھﺪاﻓﻪ وﻣﺎدﺗﻪ ووﺳﺎﺋﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻔﺮدة وﻣﺠﺘﻤﻌﺔ وﻣﻦ أھﺪاﻓﮫﺎ وﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﮫﺎ وﻣﻦ أﻧﺸﻄﺘﮫﺎ

اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﻋﻘﯿﺪﺗﮫﺎ. وﺑﻤﺎ أن ھﺬا اﻟﺘﺮاﺑﻂ ﻣﮫﻢ، ﻓﻜﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ وﺿﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺨﺒﺮات ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻮاد دراﺳﯿﺔ ﻣﺘﺮاﺑﻄﺔ ﻟﯿﺲ ﺑﯿﻨﮫﺎ ﻓﻮاﺻﻞ ﻣﺎ داﻣﺖ ﻛﻠﮫﺎ

ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ أﻣﻮر ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.

(3) ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﻘﻮل ﺑﺄن اﻻھﺘﻤﺎم ﻋﻨﺪ وﺿﻊ اﻟﺨﺒﺮات واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺒﯿﺌﯿﺔ ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ

اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎً ﺑﮫﺎ وﻣﺪرﻛﺎً ﻟﺠﻤﯿﻊ ﻣﺎ ﻳﺤﯿﻂ ﺑﮫﺎ.

(4) وﺑﮫﺬا ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﻷﺳﺮة ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎون ﻷن اﻟﮫﺪف واﺣﺪ ھﻮ ﺗﻨﻤﯿﺔ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﯿﻊ

ﺟﻮاﻧﺒﻪ. ﻓﺎﻟﻤﺪرﺳﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ وﺗﻨﻤﯿﺔ ﻗﻮاه وﻣﻮاھﺒﻪ إﻋﺪاداً ﻓﺮدﻳﺎً، وﺗﺘﯿﺢ ﻟﻪ اﻟﻔﺮص ﻟﻠﻨﻤﻮ اﻟﻜﺎﻣﻞ، وإﻋﺪاداً اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺎً ﻳﻮﺟﻪ ھﺬا اﻟﻨﻤﻮ ﻟﯿﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ

ﻧﻤﻮ ﺑﻘﯿﺔ أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﯿﺤﻘﻖ رﻏﺒﺎﺗﻪ وﻟﯿﻔﮫﻢ ﻧﻈﻤﻪ وﻳﺘﻘﺒﻠﮫﺎ وﻳﺤﺘﺮﻣﮫﺎ وﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺻﻼح اﻟﻔﺎﺳﺪ ﻣﻨﮫﺎ. واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﻧﻈﻢ وﺣﻀﺎرة وﻗﻮاﻧﯿﻦ ﻣﺘﻐﯿﺮة،

وﻟﮫﺬا ﻳﺠﺐ أن ﺗﺴﺎﻳﺮ اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺘﻐﯿﺮ وأﻻ ﺗﺘﺨﻠﻒ ﻋﻨﻪ، وإﻻ ﻓﻘﺪ ﻗﺼﺮت ﻓﻲ وظﯿﻔﺘﮫﺎ، إذ ﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻘﻮل أن ﺗﻜﻮن ﺗﺠﺎرب اﻟﻤﺘﻌﻠﻢ

وﻣﻌﺎرﻓﻪ وأﺧﻼﻗﻪ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻘﻂ.

ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ إﻳﺠﺎد طﺮﻳﻘﺔ ﺗﺪرﻳﺲ ﺗﻨﺎﺳﺐ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﮫﺬا اﻟﮫﺪف واﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ھﻲ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺸﺎط اﻟﻄﻼب اﻟﺬي

ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮاﺗﮫﻢ اﻟﺬاﺗﯿﺔ اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﻓﻜﺎر وﺧﺒﺮات ﻟﺪﻳﮫﻢ اﻛﺘﺴﺒﻮھﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ. ھﺬا اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﻄﻼب ﻳﺘﯿﺢ ﻟﮫﻢ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺪور

إﻳﺠﺎﺑﻲ وﻓﻌﺎل. وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﯿﺎم اﻟﻄﺎﻟﺐ وﺗﻌﺎوﻧﻪ ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻪ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺨﻄﻂ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻮﻳﮫﺎ اﻟﻤﻨﮫﺞ، ﺣﯿﺚ ﻳﺸﺘﺮك اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﻲ اﺧﺘﯿﺎر اﻟﻤﻮﺿﻮع أو

اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﺣﻮﻟﮫﺎ اﻟﺪارﺳﺔ، وﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻷھﺪاف ورﺳﻢ اﻟﺤﻠﻮل وﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ وﺗﻘﻮﻳﻤﮫﺎ، وﻳﺘﻢ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺿﻮء ﻣﯿﻮﻟﻪ ودواﻓﻌﻪ وﻣﻘﺪراﺗﻪ اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ

وﻣﺸﺎرﻛﺘﻪ اﻵﺧﺮﻳﻦ وﺗﻌﺎوﻧﻪ ﻣﻌﮫﻢ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻘﯿﻢ اﻟﺪﻳﻨﯿﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي ﻳﻌﯿﺶ ﻓﯿﻪ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻮﺿﻊ اﻻﻋﺘﺒﺎر. ﻟﺬا ﺗﺼﺒﺢ طﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ھﻲ

اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻠﻨﺸﺎط اﻟﺬاﺗﻲ. وﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﺣﺪات واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت وھﻲ ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻟﻠﺨﺒﺮات ﻳﻘﻮد إﻟﻰ ﻧﺸﺎط اﻟﻄﻼب.

(5) ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺼﺒﺢ دور اﻷﺳﺘﺎذ ھﻮ اﻹرﺷﺎد واﻟﺘﻮﺟﯿﻪ ﻟﻠﻄﻼب واﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻛﻠﮫﺎ، ﻷن اﻟﻌﻤﻞ أﺳﺎﺳﺎً ﻛﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎط اﻟﻄﻼب. ﻓﮫﻮ

ﻳﺸﺠﻊ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻘﺪم اﻷﺳﺌﻠﺔ واﻻﺳﺘﻔﺴﺎر ﻋﻤﺎ ﻏﻤﺾ ﻋﻠﯿﻪ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر، وﻋﻠﻰ اﻷﺳﺘﺎذ أن ﻳﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺠﺪ ﻓﯿﮫﺎ اﻹﺟﺎﺑﺔ

اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ واﻟﻜﺎﻓﯿﺔ واﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻷﺳﺌﻠﺘﻪ واﺳﺘﻔﺴﺎراﺗﻪ، ﻛﻤﺎ ﻳﺪرﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﻨﻈﯿﻢ ورﺑﻂ اﻟﺨﺒﺮات واﻷﻓﻜﺎر اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻨﮫﺎ. وﻗﺪرة اﻷﺳﺘﺎذ

ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺗﻘﻮد إﻟﻰ ﺗﻘﺮﻳﺐ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ إﻟﻰ أذھﺎن اﻟﻄﻼب وﻣﺪارﻛﮫﻢ. وأﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺘﺎذ أن ﻳﺸﺠﻊ اﻟﻄﻼب ﺟﻤﯿﻌﮫﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻗﺘﺮاﺣﺎت ﻓﯿﻤﺎ ﻳﺪرﺳﻮﻧﻪ،

وﻳﺴﻤﺢ ﻟﮫﻢ ﺑﺤﺮﻳﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ واﻟﻜﻼم ﻣﺎ دام ھﺬا ﻻ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻌﻄﯿﻞ ﺳﯿﺮ اﻟﻨﺸﺎط واﻟﺘﻌﻠﯿﻢ، وﻳﺪرﺑﮫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﮫﻢ ﻣﻦ أﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺒﻨﺎء، ﻛﻤﺎ ﻳﺪرب

ﻛﻼً ﻣﻨﮫﻢ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻐﻼل ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﻮاھﺐ وﻳﮫﯿﺊ ﻟﮫﻢ اﻟﻔﺮص ﻟﺘﻨﻤﯿﺘﮫﺎ.

وﺑﻤﺎ أن اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﺤﻀﺎري اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ھﻮ ﻧﺤﻮ ﺑﻨﺎء اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺤﻖ، ﻓﯿﺠﺐ أن ﺗﺒﻨﻰ اﻟﻤﻨﺎھﺞ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺻﯿﻞ ﻛﻞ اﻟﺨﺒﺮات واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت

اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﻟﻠﻄﻼب. ﻓﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﺄﺻﯿﻞ ھﺬه أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﮫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﺘﻮﺟﮫﮫﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ.

 http