وجهة نظر الطلاب في مناهج التعليم العام
0
عندما يتحدث الطلاب عن المقررات (المناهج) المدرسية فإن لحديثهم
أهمية خاصة باعتبارهم الأقرب إلى المقررات المدرسية والأكثر التصاقاً بها.ومهما
بدت آراؤهم على شكل ردود أفعال سريعة كما يتخيلها البعض إلا أنها تحوي تجارب
حقيقية وآراء مهمة وأفكاراً حيوية تستحق الوقوف عندها طويلاً. التقت مجلة المعرفة مع
عدداً من طلاب المرحلة الثانوية بمدينة الرياض في ندوة صحفية بمقر المجلة، وطرحت
عليهم مجموعة من الأسئلة تتعلق بالمقررات المدرسية وما يعانونه منها وما يأملونه
فيها.
س1/ هل تشعر أنك تتعلم داخل المدرسة أكثر مما تتعلم خارجها؟
سلطان المالكي: فيما يتعلق بالحاسب الآلي أؤكد أننا نتعلم برامجه خارج المدرسة
أكثر مما نتعلم داخلها باعتباره علماً يتطور كل يوم بعكس مقرر الحاسب الذي مازال
يدّرس موضوعات قديمة جداً.
تركي التركي: في نظري معلومة واحدة أتلقاها خارج المدرسة أستفيد منها أكثر من
10 معلومات آخذها من المدرسة.. لأن المعلومة من خارج المدرسة مطابقة للواقع.. ولكن
بعض المعلومات التي نتلقاها داخل المدرسة قد تأتي من واقع الخيال. فبعض النظريات
تأتي على شكل فرضيات مثل: فرضية السائل المثالي في الفيزياء التي لا توجد في
الواقع أصلاً. هذه الفرضية لا نستطيع تطبيقها.. وبالتالي لا نستفيد منها وتبقى
مجرد فرضية .
س2/ هل ترى أن المقررات المدرسية تلبي احتياجاتك ورغباتك المعرفية
والعلمية، وأنها يمكن أن تكتشف ميولك أو تدعمها؟
عبدالعزيز المديميغ: المقررات
المدرسية تأتينا على شكل معلومات «إجبارية» لا خيار لنا فيها، فكل ما يعطى لنا
ينبغي حفظه ومذاكرته بغض النظر عن أي فروق فردية لدى الطلاب بصورة جعلت الطلاب
كآلات استنساخ مكررة.أما بالنسبة لمقررات الفيزياء والكيمياء والأحياء والحاسب
فإنها تتضمن معلومات قديمة جداً تعود إلى ثلاثة عقود ماضية.. فهي تتكلم عن برامج
ونظريات وأفكار أثبتت آخر ثورة في المعلومات خطأها أو تجديدها.إذاً.. كيف ندرس
معلومات «بائتة» وسط هذه الاكتشافات الجديدة مثل الاستنساخ والهندسة الوراثية
وعلوم الفضاء.
سهل العجلان:المقررات
المدرسية بصفة عامة تقتل الإبداع بسبب بسيط جداً.. هو أن المقررات المدرسية تجعل
الطالب مشغولاً باستمرار في عملية التلقي منذ الساعة 7.30 صباحاً حتى الساعة 1.30
ظهراً من كل يوم دراسي.. فكيف يعقل الطالب أن يبدع وهو بهذه الصفة التي لا يجد
معها وقتاً ليتنفس فضلاً عن أن يبتكر. كما أن الاهتمام بالمادة النظرية جعل الطالب
يلجأ إلى الحفظ.. بصورة لا يستفيد منها إلا في الاختبار فقط..
س3/ هل تعتقد أن طريقة الاختبارات الحالية تعطي التقويم الحقيقي لمستواك
الدراسي؟
بدر المطيري:بالطبع
«لا».. لأن أسلوب الاختبار يقيس الحفظ فقط ولا يقيس مهارات الطلاب الأخرى التي تدل
على تمكنه الحقيقي من المادة مثل: الفهم والتطبيق والتحليل.
طارق الجارد : للأسف.. لا أعتقد أن طريقة الاختبارات الحالية تقيس مستوى
الطالب الدراسي بشكل صحيح. فهل من المنطق أن يتخرج طالب في القسم العلمي بتقدير
امتياز بنسبة 95% أو 96% وهو لا يجيد استخدام المجهر في مادة الأحياء، أو التعامل
مع الحموض أو إجراء التجارب في الكيمياء أو تطبيق دائرة كهربائية بسيطة في
الفيزياء. وفي المقابل قد تجد طالباً يجيــد التعامل مع برامج الحاسب الآلي بتفوق
ولكنـه في اختبار مقرر الحاسب الآلي درجاته قليلة. وكذلك الحال في كثير من المقررات المدرسية كاللغة
الإنجليزية.هذه المواقف تؤكد لنا أن «الاختبار» قد يخفق في إعطاء القياس الحقيقي
لمهارات الطلاب لاعتبارات كثيرة منها:الروتين، وتطبيق النظام بصورة متطرفة، وعدم
مراعاة الفروق الفردية عند الطلاب، وعدم الالتفات لمهارات الطلاب الأخرى، وغياب
الاختبار التطبيقي والشفوي والتحليلي.
س4/ كيف ترى طريقة التدريس من حيث التشويق؟ هل يختلف المعلمون في ذلك؟
طارق الجارد:أود هنا
أن أوضح أمراً مهماً.. هو أن الطالب في المرحلة الثانوية النهائية بات أكثر نضجاً
وأكثر وعياً وأصبح لديه القدرة على المناقشة والتحليل.. هذا التحول عند طلاب
المرحلة الثانوية قد لا يدركه بعض المعلمين، لذا يخطئ بعضهم كثيراً عندما يعرض لنا
الدرس بأسلوب التلقين كما لو أنه أمام طلبة من المرحلة الابتدائية.إن طالب المرحلة
الثانوية يريد أن يأخذ المعلومة ومعها الإثبات والبرهان والدليل.. فمثلاً:يدخل
معلم الجيولوجيا ويقول لنا إن عمر الأرض «600 مليون سنة».. هذه معلومة مهمة ولكن
من غير المعقول أن تدخل عقولنا نحن طلاب المرحلة الثانوية إلا ببرهان واضح: وعندما
نسأل المعلم كيف عرف ذلك يقول:«خذها زي ما هي موجودة في الكتاب».وهذا يدعوني إلى
أن أؤكد أهمية إعداد معلمي المرحلة الثانوية للتعامل مع الطلاب بمستوى عقولهم
المختلف عن طلاب المرحلة الابتدائية أو المتوسطة .
س5/ هل يتيح لك المعلمون ومدير المدرسة أن تقول و تبدي رأيك في المقررات
الدراسية وفي مجال الأنشطة المدرسية بصفة عامة؟
سهل العجلان: نرى كثيراً من التجارب عندما نتحاور مع المعلمين أو المديرين
حول مشكلات المقررات المدرسية أو غيرها من الأنشطة المدرسية. ولكننا عادة لا نخرج
بنتيجة فعالة، لأن بعض الحلول ليست في يد المدرسة. لذا أقترح أن يرفع ملف دوري
لوزارة المعارف وباسم المدرسة يتضمن تساؤلات الطلاب واقتراحاتهم ومشكلاتهم.. من
أجل دراستها والخروج بحلول مناسبة.. حتى لا تبقى المشكلة معلقة.
س6/ ما مدى صعوبة وسهولة وطول وقصر المقرر المدرسي؟
سلطان المالكي: بشكل عام المقررات المدرسية طويلة جداً، وبخاصة المواد
العلمية.. حيث تتسم بالحشو والكلام والتفريعات المملة.فمثلاً مادة الكيمياء تحتوي
على خمسة فصول، وتعد أول ثلاثة فصول مهمة جداً ومفيدة والفصلان الأخيران غير مهمين
ويفضل حذفهما.وكذلك الحال في مادة الرياضيات التي تحتوي موضوعات جامدة يمكن
الاستغناء عنها وأؤكد أنه لن يحصل للطلاب مكروه لو حذفت.
ثامر السليمان: أؤكد أن نصف
مقرر الأحياء يمكن حذفه لعدم فائدته.. فهذا المقرر الذي أرهق الطلاب طولاً يحتاج
إلى إعادة نظر حتى أصبح نموذجاً للمادة الصعبة المرهقة.كما أن مقرر اللغة
الإنجليزية رغم أهميته إلا أنه لا يفيد الطالب في تنمية حصيلته اللغوية. فمعظم
الطلاب يتخرجون في الثانوية العامة وهم لا يجيدون التحدث باللغة الإنجليزية؛ لأنهم
يتعاملون معها كمقرر يتطلب مذاكرته واجتيازه فقط وليس في أذهانهم أنهم يتعلمون لغة
جديدة يمكن أن يستفيدوا منها.
أحمد العمراني:تواجهنا بعض الصعوبات في المقررات المدرسية وبالتحديد فيما يتعلق
بالمعلومات المتخصصة في المواد العلمية وكثرة المصطلحات والتعريفات. وتأتي صعوبتها
في المجهود الكبير الذي يبذل في حفظها واسترجاعها.
وألاحظ أحياناً في بعض المقررات المدرسية أن بعض موضوعاتها
قصيرة وهي تستحق الإفاضة وبعضها طويل جداً وهي لا تستحق سوى بضعة أسطر ولا ندري ما
السبب في ذلك!!
المرجع:
*مجلة المعرفة : طلاب المرحلة
الثانوية يقومون المناهج الدراسية (أجهزة التسجيل) ستنجح بتفوق !! , 9/6/1430هـ,
العدد 70, تاريخ الإطلاع 2/1/1435هـ.